يُعد سرطان القولون من الأمراض الشائعة بين سكان تايلاند، حيث يشهد ازدياداً في عدد الحالات كل عام، مع تقديم الحالات في أعمار أصغر. على الرغم من عدم وجود دليل علمي قاطع على السبب الحقيقي وراء ذلك، يُعتقد أن العوامل الغذائية تلعب دورًا بارزًا. يعزى هذا التزايد إلى نمط الحياة المعتمد على الطعام السريع والسهل والمريح، مثل تناول الطعام غير المطبوخ أو المجمد أو المعالج، بما في ذلك اللحوم الحمراء والنقانق.
في معظم الحالات، لا تظهر أعراض سرطان القولون في مراحله المبكرة، مما يجعلها صعبة التشخيص. وعندما تبدأ الأعراض بالظهور، مثل وجود دم أو مخاط في البراز،أو إخراج براز صغير،أو الإمساك والإسهال المتناوب، أو انتفاخ البطن، أو تضخم البطن، أو وجود كتلة في البطن، فإنها عادةً تشير إلى وجود سرطان القولون. تتطلب معالجة سرطان القولون تدابير متعددة، بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي، وفي بعض الحالات قد يحتاج بعض المرضى إلى عملية جراحية لفتح القولون لمعالجة الحالة وتحسين الجودة الحياتية.
بناءً على المعرفة الطبية الحالية، يُعرف سرطان القولون بأنه ناتج عن تحول السلائل في الأمعاء الغليظة إلى أورام سرطانية. في مراحلها الأولى، قد لا يُعاني المريض من أي أعراض عندما تتواجد هذه السلائل ، حتى تكبر وتتحول إلى أورام سرطانية، لتظهر بعدها الأعراض. وفي الوقت الحالي، يمكن للأطباء الكشف عن وجود هذه السلائل في القولون باستخدام تقنية التنظير القولوني، مما يساعد في اكتشافها في مراحل مبكرة، حتى لو كانت الأحجام صغيرة بحجم 2 ملم أو حتى حبة الفاصوليا الخضراء.
تُستخدم تقنية تلطيخ السطح والأوعية الدموية للزوائد اللحمية جنبًا إلى جنب مع تقنية Magnify Narrow Band Imaging (Magnify NBI)، وهي تقنية خاصة تستخدم ضوءًا محددًا لتحديد نوع الزوائد اللحمية الموجودة. هذا يُمكن من تحديد ما إذا كانت هذه الزوائد قد تحولت إلى سرطان، وما إذا كانت هناك مؤشرات على تفشيها، مما يُمكن من تقديم العلاج المناسب لهذه الأورام.
عندما يتم اكتشاف السلائل عبر تقنية التنظير القولوني، يمكن للطبيب إزالتها بشكلٍ مباشر. هذا الإجراء يُعَدّ الوسيلة الأكثر فعالية وآمنة للوقاية من تحول إلى سرطان القولون في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم إجراء جراحي معروف باسم تشريح تحت المخاطية بالمنظار (ESD) لإزالة الأورام الحميدة الكبيرة التي قد تكون قد تحولت إلى سرطان، دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة. يُمكن أيضًا إزالة الأورام التي لم تنتشر إلى الغدد الليمفاوية عبر التنظير القولوني، مما يحمي المريض من التداعيات الجراحية الكبيرة.
في بعض الحالات، قد لا تكون هناك حاجة لفتح الأمعاء ورفعها عن طريق البطن (فغر القولون) (colostomy) ، إذ يمكن إجراء العملية بشكلٍ كامل عبر التنظير القولوني. يُشجع المريض بعد الجراحة على إجراء تنظير القولون بانتظام وفقًا لتوجيهات الطبيب، وذلك لمتابعة الحالة وضمان عدم عودة الأورام أو تطور الحالة إلى مراحل أكثر تعقيدًا.
يعد التنظير القولوني للكشف عن السلائل أو الزوائد اللحمية في القولون خطوة أساسية في الرعاية الصحية، فهو يماثل الفحص الصحي لكنه يتيح الكشف المبكر عن المشكلات قبل تفاقمها، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين تجاوزوا سن الـ 45 عامًا أو لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون. من الضروري إجراء التنظير بشكل دوري والاعتماد على خبراء ماهرين في هذا المجال.
إلى جانب ذلك، يجب تقليل المخاطر المحتملة التي تؤدي إلى تشوهات في الأمعاء الغليظة، وذلك من خلال تقليل استهلاك الأطعمة غير المطبوخة والمجمدة والمصنعة، مثل اللحوم الحمراء والنقانق. هذه الخطوات تسهم في توفير تشخيص دقيق وتعزيز صحة القولون بشكل عام.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating