نظرة عامة
متلازمة غيلان باريه (GBS) هي حالة نادرة تتسبب في قيام الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة الأعصاب. وغالبا ما يشعر المريض في البداية بالضعف والوخز في اليدين والقدمين.
يمكن أن تنتشر أعراض متلازمة غيلان باريه بسرعة بحيث تؤدي في النهاية إلى شل الجسم بالكامل. إذ يعد هذا المرض حالة طبية طارئة وأشدها خطورة. ويحتاج غالبية المرضى الذين أصيبوا به إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج.
حتى الآن لا توجد مسببات معروفة لمتلازمة غيلان باريه. إلاّ أن هناك حالات تم الإبلاغ عنها بسبب ظهور أعراض مرتبطة بالعدوى، مثل: عدوى فيروس كورونا (COVID-19) ، أو عدوى الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي، أو فيروس زيكا. كما أن متلازمة غيلان باريه ليست معدية ولا وراثية. وتختلف أعراضها بشكل كبير من شخص لآخر ويمكن أن تستمر لأسابيع إلى سنوات.
إن متلازمة غيلان باريه مرض مناعي، لذلك فإنه لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، وإنما يعالج من تلقاء نفسه، ولكن يمكن لعدد من العلاجات أن تقلل الأعراض وتقصر مسار المرض. وعادة ما يتشافى المرضى من هذا المرض بشكل تام، إلا أن بعض الحالات الشديدة قد تحدث فيها الوفاة. كما أنه على الرغم من أن التعافي قد يستغرق سنوات، إلا أن معظم الأشخاص يمكنهم المشي مرة أخرى بعد ستة أشهر من ظهور الأعراض لأول مرة. وقد يعاني بعض المرضى من أعراض جانبية طويلة الأمد مثل الخدران أو الضعف أو الإرهاق.
الأعراض:
في المراحل المبكرة من متلازمة غيلان باريه، قد يشعر المريض بالوخز والضعف في قدميه وساقيه قبل أن ينتشر إلى الجزء العلوي من الجسم والذراعين. حيث يلاحظ بعض المرضى الأعراض في وجوههم أو أذرعهم لأول مرة.
يمكن أن تشمل علامات وأعراض متلازمة غيلان باريه ما يلي:
- الشعور بوخز الإبر في أصابع اليد، أو أصابع القدم، أو الكاحل، أو المعصم.
- وجود ضعف في الساقين يؤثر تدريجياً على الجزء العلوي من الجسم.
- المشي الغير مستقر، أو عدم القدرة على صعود السلالم.
- وجود صعوبة في التحدث أو المضغ أو البلع، وصعوبة في تحريك الوجه.
- وجود مشاكل في حركة العين أو الرؤية المزدوجة.
- وجود مشاكل في وظيفة الأمعاء أو المثانة.
- حدوث ألم شديد ومفاجئ أو شد عضلي وقد يزداد سوءًا في الليل.
- حدوث سرعة في ضربات القلب.
- زيادة أو انخفاض ضغط الدم.
- حدوث مشكلة في التنفس.
في غضون أسبوعين من ظهور الأعراض، عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة غيلان باريه من الضعف الأكثر وضوحًا.
الأنواع الرئيسية لمتلازمة غيلان باريه :
- اعتلال الجذور والأعصاب الالتهابي الحاد المزيل للميالين (AIDP)، وهو الشكل الأكثر شيوعًا في أمريكا الشمالية وأوروبا. وتكون المؤشرات الأكثر شيوعًا لهذا الاعتلال ضعف العضلات الذي يبدأ في الجزء السفلي من الجسم وينتشر للأعلى.
- متلازمة ميلر فيشر (MFS)، التي يبدأ فيها الشلل في العينين. وترتبط متلازمة ميلر فيشر أيضًا بالترنُّح في المشي. وهي أقل شيوعًا في الولايات المتحدة ولكنها أكثر شيوعًا في آسيا.
- الاعتلال العصبي المحوري الحركي الحاد (AMAN) والاعتلال العصبي المحوري الحركي الحسي الحاد (AMSAN) شائعان بصورة أقل في الولايات المتحدة، ولكنهما أكثر شيوعًا في الصين واليابان والمكسيك.
إذا شعر المريض بالأعراض التالية، فينبغي عليه مراجعة الطبيب وطلب المساعدة الطارئة على الفور:
- الإحساس بالوخز بداية في القدمين أو أصابع القدمين وينتشر صعودا إلى الجسم.
- التصاعد السريع للوخز أو الضعف في الأطراف.
- ضيق في التنفس أو صعوبة في التقاط الأنفاس عند الاستلقاء.
- الإختناق باللعاب
تعد متلازمة غيلان باريه حالة خطيرة تتطلب دخول المستشفى على الفور لأنها يمكن أن تتفاقم بسرعة. فكلما كان العلاج أبكر، كلما زادت نسبة التعافي.
الأسباب
إن السبب الرئيسي وراء الإصابة بمتلازمة غيلان باريه غير معروف حتى الآن، بحيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا العصبية بدلاً من الخلايا البكتيرية، إذ يمكن أن ترجع الإصابة إلى بعض الأمور، ومنها تعرض الرئة أو الجهاز الهضمي للعدوى. وفي حالات نادرة، يمكن أن يحفز الخضوع للجراحة أو تلقي آخر لقاح إلى الإصابة بالمرض. كما أن هناك حالات تم تسجيلها بالإصابة بغيلان باريه بعد إصابتها بفيروس زيكا وبفيروس كوفيد-19. بالإضافة إلى ذلك، فقد تكون بسبب أحد الأثار الجانبية غير الشائعة لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاحات كوفيد -19 كلقاحات جونسون أو إسترازينيكا
عندما يصاب الشخص بمتلازمة غيلان باريه، يبدأ جهازه المناعي باستهداف الأعصاب بدلاً من الأجسام الغريبة. فيتضرر غمد المايلين، وهو الغطاء الواقي للخلايا العصبية، حيث يمنع هذا الضرر الأعصاب من نقل الإشارات إلى المخ، مما قد يؤدي إلى الضعف أو التنميل أو الشلل.
عوامل الخطر:
جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بمتلازمة غيلان باريه، وكلما تقدم الإنسان في السن، يزداد خطر إصابته بالمرض. لاسيما أنه يصيب الرجال أكثر من النساء.
وتشمل الأسباب المحتملة لمتلازمة غيلان باريه ما يلي:
- السبب الأكثر شيوعًا هو عدوى العطيفة، والتي ترتبط في أغلب الأحيان بالدواجن غير المطبوخة جيدًا.
- فيروس زيكا.
- فيروس الانفلونزا.
- فيروس مضخم للخلايا.
- فيروس كوفيد-19
- فيروس ابشتاين بار.
- التهاب الكبد A وB وC وE
- فيروس نقص المناعة المكتسبة.
- الالتهاب الرئوي.
- لقاح كوفيد-19 ، جونسون آند جونسون، وأسترازينيكا.
- ونادرا ما يتم التطعيم ضد الأنفلونزا أو للأطفال.
- الجراحة.
- سرطان الغدد الليمفاوية.
التشخيص:
قد يكون من الصعب التعرف على متلازمة غيلان باريه في مراحلها المبكرة. إذ يمكن أن تختلف علاماتها وأعراضها من شخص لآخر، وأيضاً يمكن مقارنتها بأعراض الأمراض العصبية الأخرى.
عادة ما يبدأ الطبيب بأخذ التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني.
قد يقترح الطبيب بعد ذلك ما يلي:
- البزل القطني (البزل الشوكي): حيث يتم فيه سحب كمية قليلة من السائل الشوكي من القناة الشوكية في أسفل الظهر، ليتم فحصه بحثًا عن نتائج معينة تؤثر على المصابين بمتلازمة غيلان باريه.
- التخطيط الكهربي للعضلات: يقوم الطبيب بإدخال أقطاب كهربائية ذات إبرة رفيعة في العضلات لقياس نشاط العصب فيها.
- دراسات التوصيل العصبي: يتم لصق الأقطاب الكهربائية على الجلد فوق الأعصاب. ومن أجل قياس سرعة الإرسال العصبي، ليتم توجيه صدمة صغيرة للعصب.
العلاج:
لا يوجد علاج محدد لمتلازمة غيلان باريه. ومع ذلك، هناك طريقتين من العلاج يمكن بهما تسريع عملية الشفاء وتقليل شدة المرض:
- فصادة البلازما (تبادل البلازما): يتم استخراج الدم من جسم المريض، ليتم فصل البلازما السائلة عن خلايا الدم. ثم يتم بعد ذلك إعادتها إلى الجسم، لتجعل خلايا الدم في الجسم تنتج المزيد من البلازما لتعويض ما فقده. قد تعمل فصادة البلازما عن طريق إزالة بعض الأجسام المضادة من البلازما التي تشارك في هجوم الجهاز المناعي على الأعصاب.
- العلاج بالغلوبولين المناعي: يحتوي الغلوبولين المناعي الذي يتم إعطاءه عن طريق الوريد، على أجسام مضادة صحية من المتبرعين بالدم. حيث تساعد مستويات الغلوبولين المناعي المرتفعة على منع الأجسام المضادة الضارة من التسبب بمتلازمة غيلان باريه.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعطى هذا العلاج للمرضى من أجل:
- إدارة الألم، والذي يمكن أن يكون شديدًا جدًا.
- تجنب جلطات الدم، التي قد تتشكل عندما لا تتحرك.
يحتاج المصابون بمتلازمة غيلان باريه إلى المساعدة البدنية والعلاج قبل وأثناء التعافي. قد تتكون رعايتك من:
- قبل التعافي، يقوم مقدموا الرعاية الصحية بتحريك ذراعي المريض وساقيه للحفاظ على مرونة عضلاته وقوتها.
- أثناء فترة التعافي، يتم معالجة المريض بالعلاج الطبيعي، للمساعدة في التغلب على التعب واستعادة القوة والحركة المناسبة.
- التدريب باستخدام المعدات التكيفية لتحسين قدرات المريض على الحركة والرعاية الذاتية، مثل استخدام الكرسي المتحرك أو الدعامات.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating