نظرة عامة
يحدث تضيق الصمام الأبهري عادة عندما يكون هناك تضييق أو انسداد للصمام نفسه (وهو الصمام الذي الموجود بين البطين الأيسر والشريان الأبهري)، حيث يتعطل التدفق المنتظم للدم من القلب إلى الجسم. فينتج عن ذلك انخفاض في كمية الأكسجين التي يستقبلها الجسم، والذي يؤدي إلى ظهور أعراض، مثل: ألم في الصدر، وضيق في التنفس، أو فقدان الوعي. لاسيما أن مرض تضيق الأبهر غالباً ما يصيب البالغين في سن 65 عامًا فما فوق، وفي بعض الحالات قد يولد الأطفال أحيانًا بعيب في الصمام الأبهري الذي يؤدي إلى تضيقه لاحقا.
الأعراض
عادة ما تتراوح مستويات تضيق الصمام الأبهري بين خفيفة وشديدة. حيث تبدأ الأعراض في الظهور عندما يضيق الصمام بشدة، وفي بعض الأحيان قد لا تظهر الأعراض إلا بعد عدة سنوات.
ويمكن أن تشمل أعراض تضيق الصمام الأبهري ما يلي:
- ثقب في القلب.
- ألم أو ضغط في الصدر/ ضيق في الصدر.
- الإغماء، الشعور بالدوار، الدوخة أثناء القيام بأي نشاط.
- ضيق في التنفس.
- التعب.
- خفقان أو تسارع في ضربات القلب.
- عدم زيادة الوزن عند الأطفال المصابين بتضيق الصمام الأبهري.
- عدم تناول الأطعمة بشكل كافي عند الأطفال المصابين بتضيق الصمام الأبهري.
قد يؤدي تضيق الصمام الأبهري إلى حدوث فشل القلب. حيث أن من أعراضه: التعب، وضيق التنفس أو صعوبة التنفس، وتورم القدمين والكاحلين.
ينبغي طلب الإستشارة الطبية إذا ظهر أي من هذه الأعراض لتضيق الأبهر.
الأسباب
عند الإصابة بتضيق الصمام الأبهري، فإن الصمام لا ينفتح بالكامل. فتكون الفتحة التي يمر من خلالها الدم القادم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهري ضيقة جداً. مما يضطر القلب إلى بذل جهد أكبر لضخ الدم بكمية كافية إلى كامل أجزاء الجسم. وقد يتسبب هذا الجهد الإضافي للقلب في زيادة سماكة جدار البطين الأيسر وتضخمه، مما ينجم عن هذا الإجهاد حدوث ضعف لعضلة القلب. وبالتالي يحدث فشل القلب وأيضاً حدوث مشاكل أخرى خطيرة.
تشمل أسباب تضيق الصمام الأبهري ما يلي:
- عيب القلب الخلقي: يمكن أن تؤدي عيوب القلب الخلقية إلى الإصابة بتضيق الصمام الأبهري في مرحلة ما من الحياة. إذ قد يولد البعض بصمامات أبهرية تحتوي على شرفتين بدلاً من الصمامات الطبيعية ذات الثلاث شرفات، ويسمى ذلك بالصمام ثنائي الشرف. وفي حالات نادرة توجد أيضاً صمامات أحادية الشرف أو رباعية الشرف.
قد يحتاج الأشخاص المصابون بالصمام الأبهري ثنائي الشرف إلى فحوصات طبية منتظمة. وقد لا يسبب عيب الصمام أي مشكلة حتى سن البلوغ. حيث قد يوصي الأخصائي باستبدال أو إصلاح الصمام الأبهري إذا بدأ في التضيق أو التسرب.
- الحمى الروماتيزمية: قد ينجم الحمى الروماتيزمية عن عدوى التهاب الحلق العقدية غير المعالجة، والذي يؤدي إلى حدوث تلف لصمامات القلب. إذ قد يتكون في الصمام الأبهري نسيج ندبي يجعل فتحة الصمام الأبهري ضيقة أو متيبسة، مما يسمح بتراكم رواسب الكالسيوم عليه. وهو يسمى بمرض القلب الروماتيزمي.
- تكلس الصمام الأبهري: الكالسيوم هو أحد المعادن الموجودة في الدم. ومع تدفق الدم باستمرار عبر الصمام الأورطي، يمكن أن تتراكم ترسّبات الكالسيوم على صمامات القلب.
عوامل الخطر
تشمل عوامل خطر تضيق الصمام الأبهري ما يلي:
- العمر: كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- أمراض القلب الخلقية: المرضى الذين لديهم عيب خلقي في القلب منذ الولادة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بقلس الصمام الأبهري.
- الأمراض السابقة: قد تكون الأمراض السابقة، مثل: الحمى الروماتيزمية والتهاب الشغاف المعدي، سبباً في زيادة الضرر للقلب.
- الحالات الصحية الأخرى: هناك بعض الأمراض التي تنتقل عبر الوراثة، مثل: متلازمة مارفان وتضيق الصمام الأبهري، يمكن أن يؤثر على القلب.
- تاريخ العلاج الإشعاعي للصدر: المريض الذي لديه تاريخ في العلاج الإشعاعي، يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الصمام الأبهري.
التشخيص
يتم التشخيص عادة من خلال الفحص البدني، وأخذ المعلومات حول الأعراض والتاريخ المرضي، لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من مرض الصمام الأبهري أو لا.
يمكن تشخيص تضيق الصمام الأبهري، والتعرف على سببه عن طريق عدة اختبارات مثل:
- تخطيط صدى القلب: وهو نوع من الفحوصات التي تتم باستخدام الموجات الصوتية للقلب، والذي يفحص الصمام والشريان الأبهري عن كثب، ويحدد مدى تضرر الصمام الأبهري. كما يمكن أيضاً فحصه من خلال المريء حيث يتم إدخال أنبوب به محول صغير في نهايته، عبر الفم حتى المرئ.
- التخطيط الكهربائي للقلب (ECG) أو (EKG) : إذ يعمل هذا الإجراء على إلتقاط النشاط الكهربائي للقلب من خلال وضع أجهزة الاستشعار (الأقطاب الكهربائية) على الصدر والمعصمين والساقين، ثم يتم توصيلها بالشاشة لإظهار شكل إيقاع القلب.
- الأشعة السينية للصدر: هي تصوير إشعاعي غير جراحي يُظهر صورة القلب والرئتين. حيث يمكن أن يستخدم الأخصائي نتائج الاختبار، لتحديد ما إذا كان القلب متضخمًا، مما قد يشير إلى وجود أشكال معينة من مرض الصمام الأبهري أو قصور القلب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (MRI) : هذا الإجراء يُنتج صورًا دقيقة للقلب، باستخدام المجالات المغناطيسية وموجات الراديو، حيث يساعد على تقييم درجة مرض الصمام الأبهري وحجم الشريان الأبهر.
- التصوير المقطعي المحوسب للقلب (CT) : يعمل هذا الإجراء على إنتاج صورًا تفصيلية دقيقة للقلب وصمامات القلب، باستخدام مجموعة من الأشعة السينية. مما يساعد على فحص الشريان الأبهر بعناية أكبر وتحديد حجمه. كما أنه يمكن تقييم مستويات الكالسيوم في الصمام الأبهري، وحجم الشريان الأبهري وشدة تضيقه من خلال هذه التقنية.
- اختبارات التمرين أو اختبارات الإجهاد: في هذه الاختبار، يتم إجراء تخطيط كهربائي للقلب أو تخطيط صدى القلب بشكل متكرر أثناء المشي على جهاز المشي أو على دراجة ثابتة. بالإضافة إلى أنه يمكن لاختبار التمرين أن يساعد في تحديد كيفية استجابة القلب للتمرين، وما إذا كانت ممارسة الرياضة تسبب أعراض مرض الصمام أو لا.
- قسطرة القلب: يتضمن هذا الاختبار إدخال أنبوب رفيع ومرن (قسطرة) في الأوعية الدموية، وعادةً ما يكون في منطقة الذراع أو الفخذ وتوجيهها إلى القلب. ثم يتم تمرير صبغة عبر القسطرة لتحسين رؤية الشرايين في الأشعة السينية، ويسمى هذا الإجراء تصوير الأوعية التاجية .لاسيما أن قسطرة القلب يمكن أن توفر معلومات أكبر فيما يتعلق بتدفق الدم ووظيفة القلب. كما أنه يمكن استخدام قسطرة القلب في بعض علاجات القلب.
مراحل التدرج للمرض:
يمكن للطبيب أن يصف مرحلة المرض بمجرد أن تظهر نتائج اختبارات التشخيص، حيث يمكن تقسيم مراحل مرض صمام القلب الأبهري إلى أربع مراحل رئيسية، وهي كالآتي:
المرحلة الأولى: وفيها يكون المريض عرضة للخطر. وذلك لأن عوامل الخطر لمرض صمام القلب موجودة.
المرحلة الثانية: ويكون فيها مرض الصمام خفيفًا أو متوسطًا. ولا تكون هناك أعراض مرتبطة بصمام القلب.
المرحلة الثالثة: مرض حاد عديم الأعراض. لا يوجد فيها أعراض متعلقة بصمام القلب، ولكن مرض الصمام يكون حادًا.
المرحلة الرابعة: مرض حاد مصحوب بأعراض. يكون مرض صمام القلب حادًا ويُسبب ظهور أعراض.
العلاج
يشمل علاج تضيق الصمام الأبهري، على القيام بالفحوصات الدورية وتغيير النمط الغذائي، وكذلك الأدوية والجراحة وغيرها من الإجراءات. إذ يجب على الشخص المصاب بهذا المرض الحصول على الاستشارة والعلاج من طبيب القلب. لاسيما أن العلاج يعتمد على شدة المرض ومراحله والأعراض وحالة المريض الصحية.
إن مناقشة مخاطر وفوائد كل إجراء علاجي مع الطبيب المختص، يمكن أن تساعد المريض على اختيار الخيار الأفضل.
العلاج الجراحي:
قد يتطلب في علاج حالات مرض الصمام الأبهري، التدخل الجراحي سواءً كان بالقسطرة أو بالجراحة المفتوحة، وذلك لأجل إصلاح الصمام أو استبداله بغض النظر عن الأعراض. إذ يتم غالبا إجراء جراحة القلب المفتوح في علاج الصمام الأبهري. في بعض الحالات، يتم استخدام طريقة القسطرة أو جراحة القلب طفيفة التوغل لاستبدال الصمام، والتي تكون بشقوق جراحية أصغر من جروح جراحة القلب المفتوح. لذلك، فإن مناقشة مخاطر وفوائد كل إجراء جراحي مع الجرّاح، يمكن أن تساعد المريض على اختيار العلاج الجراحي الأفضل
إصلاح الصمام الأبهري: يتم إجراؤه عادةً من خلال جراحة القلب المفتوح لإعادة بناء شكل ووظيفة الصمام الأبهري. ومع ذلك، فقد تكون الجراحة طفيفة التوغل أحد الخيارات أيضًا. كما أنه يتم استخدام تقنية تسمى رأب الصمام بالبالون، في الأطفال حديثي الولادة والأطفال المصابين بتضيق الصمام الأبهري لفتح صمام القلب المتضيق بشكل مؤقت. ولتوسيع فتحة الصمام، يتم إدخال أنبوبًا رفيعًا مجوفًا في أحد الأوعية الدموية، وتوجيهه إلى القلب. ثم يُنفَخ البالون لتوسيع فتحة الصمام، ثم يُفرَّغ ويُسحَب إلى الخارج. كما يمكن أيضاً للبالغين الذين لا تتحمل حالتهم الصحية الخضوع للجراحة أو الذين ينتظرون استبدال الصمام، أن يخضعوا لهذه التقنية في إصلاح الصمام.
استبدال الصمام الأبهري: عادة ما يتم إجراء عملية استبدال الصمام الأبهري من خلال جراحة صمام القلب المفتوح، لإزالة الصمام التالف واستبداله بصمام جديد سواء كان صمامًا صناعيًا أو صمامًا من الأنسجة الحيوانية (الصمام البيولوجي). وفي بعض الحالات، يتم استخدام ما يسمى بـ(إجراء روس) لعلاج مرض الصمام الأبهري، وذلك عن طريق إزالة الصمام الأبهري التالف واستبداله بصمام رئوي.
استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة (TAVR) : هي عملية جراحية طفيفة التوغل، والتي تستخدم لاستبدال الصمام الأبهري المتضيق بصمام نسيجي بيولوجي. ومقارنة مع جراحة القلب المفتوح، فإن العلاج عن طريق القسطرة يتم من خلال إجراء شقوق جراحية صغيرة. مما يجعله الخيار الأفضل لأولئك الذين هم معرضين للمضاعفات ما بعد جراحة صمام القلب.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية:
سيقوم الطبيب بفحص المريض بشكل دوري ومنتظم في مواعيد المراجعة. إلى جانب تقديم النصائح والإرشادات حول اتباع السلوكيات الصحيحة في نمط الحياة اليومية، حيث ستساعد هذه العادة الصحية للقلب في منع أو إبطاء تطور الأمراض التي تصيبه.
- اتباع نظام غذائي صحي للقلب: وذلك بتناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، ومنتجات الألبان قليلة أو خالية من الدهون، والدجاج، والأسماك، والحبوب الكاملة. مع الإبتعاد عن الأطعمة المالحة أو التي تحتوي على كثير السكر والدهون المشبعة والمتحولة.
- المحافظة على الوزن الصحي أو المثالي: ينبغي على المريض أن يكون في الوزن الصحي، كي لا يتأثر القلب من الأمراض التي قد تنشأ من الوزن الزائد. فإن كان المريض يعاني من السمنة، فسيقوم الطبيب بنصحه بإنقاص وزنه.
- النشاط البدني المنتظم: وكجزء من السلوكيات اليومية، ينبغي على المريض أن يكون لديه برنامج خاص لللياقة البدنية، أو الإنتظام بممارسة بعض التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل. ومع ذلك، وقبل البدء في التمارين الرياضية، فقد يحتاج المريض إلى الحصول على موافقة الطبيب أولاً، وخاصة إذا كان المريض يرغب في المشاركة في الأنشطة الرياضية التنافسية.
- إدارة التوتر: قد يحتاج المريض إلى إدارة التوتر أو الإجهاد، وذلك من خلال التمارين التي تحتوي على التركيز الذهني والتأمل، أو النشاط البدني، أو قضاء أوقات ممتعة مع الأحباء.
- تجنب التدخين: ينبغي على المريض أن يبحث عن الأدوات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين إن كان مدخناً، وذلك من خلال التحدث مع الطبيب.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating