قد يتجاهل الكثير من الآباء مشكلة السعال عند الأطفال الذي قد يبدو لهم سعالًا طبيعيًا. إلا أنه في الواقع، قد يكون ذلك السعال علامة على مرض “السعال الديكي” الذي إذا ترك دون علاج، فيمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للأطفال. وذلك لأن أجهزة المناعة لدى الأطفال ليست قوية بعد بما يكفي لمحاربة الجراثيم بشكل جيد. وهو ما يجعل الأطفال الصغار في كثير من الأحيان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة والموت المفاجئ من البالغين.
الدكتورة : إيساراني ويريسونثون، طبيبة أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال في مستشفى ويشتاني، أفادت قائلة: إن السعال الديكي (Pertussis) هو عدوى تنفسية تسببها بكتيريا البورديتيلة، والتي يمكن أن تنتشر عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس للشخص المصاب. إذ يكون المرض أكثر خطورة عند الرضع والأطفال الصغار الذين لم تزل أجهزتهم المناعية ضعيفة. حيث أنه إذا لم تتم معالجة الحالة في الوقت المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: الالتهاب الرئوي، والنوبات، أو حتى الموت.
في الوقت الحاضر، عاد مرض السعال الديكي إلى اعتباره أحد الأوبئة في العديد من البلدان. على الرغم من أن التطعيم قد أدى إلى انخفاض كبير لعدد الحالات مقارنة بالفترة التي سبقت طرح اللقاح، إلا أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، سيكون هناك أكثر من 150 ألف حالة إصابة بالسعال الديكي في جميع أنحاء العالم في عام 2023. إذ تصيب أغلبها في البلدان ذات معدلات التطعيم المنخفضة أو التي تفتقر إلى القدرة الكافية على الوصول إلى اللقاح. فمثلاً في الولايات المتحدة، يتم العثور على أكثر من 15000 حالة من حالات السعال الديكي سنويًا، وهذا العدد يعد زيادة مقارنة بالسنوات العشر الماضية. وفي تايلاند تم العثور على المزيد من مرضى السعال الديكي، وخاصة بين الأطفال الصغار والأطفال الذين لم يتم تطعيمهم بشكل كامل.
تنقسم أعراض السعال الديكي إلى 3 مراحل كما يلي:
- المرحلة الأولية (Catarrhal Stage): تظهر في هذه المرحلة أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل: انخفاض درجة الحرارة، وسيلان الأنف، والسعال الخفيف. إذ تستمر الأعراض لمدة أسبوع إلى أسبوعين في هذه المرحلة. وفي معظم الأحيان، لا يمكن تشخيص السعال الديكي. ولكن يمكن ملاحظة وجود عَرَض السعال الذي يستمر لمدة أطول من 10 أيام، والذي سيبدو مثل: السعال الجاف.
- مرحلة السعال الشديد(Paroxysmal Stage) : في هذه المرحلة يحصل السعال للمريض بشكل متسلسل، وتكون الحالة قد دخلت في الأسبوع الثالث ويكون السعال حينها بدون بلغم، حيث سيبدأ المريض في الشعور بخصائص السعال الديكي، وهو سعال قصير وسريع يتراوح من 5 إلى 10 مرات متتالية، وتكون على شكل نوبات من الزفير المتعاقبة، يليها شهقة طويلة تشبه صيحة الديك ( ومن هنا جاءت تسمية المرض) ، قد يعقبها قيء أو التنفس بصعوبة وخاصة عند الأطفال الصغار. تستمر هذه المرحلة عادة من أسبوع إلى 6 أسابيع أو أكثر.
- فترة النقاهة (Convalescent Stage) : تبدأ أعراض السعال المتتالي في هذه المرحلة في الانخفاض. ولكنه قد يستمر لعدة أسابيع.
عند حساب المراحل الثلاث في الأطفال، يستمر السعال المتوسط حوالي 112 يومًا، ويمكن أن يسبب مضاعفات كثيرة عند الأطفال كالسعال الشديد وطويل الأمد، والذي قد يسبب تشقق الأضلاع، أو كسر الأوعية الدموية في العينين، وآلام الظهر، وسلس البول، وما إلى ذلك.
يمكن علاج السعال الديكي. عن طريق إعطاء المضادات الحيوية لقتل بكتيريا البورديتيلة المسببة لمرض السعال الديكي. إذ يعمل الدواء بشكل أفضل خلال الأيام السبعة الأولى عند ظهور الأعراض، وذلك لأجل الحصول على أفضل النتائج العلاجية. ولكن في بعض الأطفال الصغار قد يحتاجون إلى التنويم في المستشفى، والحصول على المحلول المغذي. لأنه عند الإصابة بالسعال الديكي قد يجعل الطفل غير قادر على تناول الأطعمة، وأيضاً السعال إلى درجة التقيؤ، وفقدان الشهية بشكل حاد.
أفضل طريقة للوقاية من السعال الديكي هي التطعيم. حيث غالبًا ما يتضمن هذا اللقاح مجموعة من اللقاحات، مثل: لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي (DTP) ، وهذه اللقاحات يتم إعطائها للأطفال في عمر الشهرين و 4 أشهر و 6 أشهر و 18 شهرًا ، ثم مرة أخرى في عمر 4-6 سنوات. إذ يجب إعطاء اللقاح للمراهقين والبالغين كل 10 سنوات للحفاظ على المناعة.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.7 stars
4.7 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating