العديد من مشاكل الظهر يمكن علاجها بجراحة دمج الفقرات

قد تتسبب الآلام الشديدة للظهر التي تمتد إلى الساقين، في الصعوبة في المشي. وهذه الأعراض غالبا ما تشير إلى الانزلاق الغضروفي، والذي يمكن أن يحدث لأي شخص وفي أي عمر. إذ يمكن علاج هذه الحالة المرضية بشكل قاطع من خلال جراحة دمج الفقرات المسماة بـ(اندماج الفقرات القطنية الجانبية) أو (Oblique Lateral Interbody Fusion– OLIF). وهذه الجراحة تمكّن المرضى من العودة إلى الوقوف والمشي على أقدامهم في غضون 12 إلى 24 ساعة بعد الجراحة.

الانزلاق الغضروفي: هو حالة مرضية تصيب العمود الفقري وتسبب ألمًا شديدًا في الظهر. وغالبا ما يعاني منه كبار السن والمراهقين.

يعاني مرضى الانزلاق الغضروفي من أعراض أولية، والتي تشمل: الألم عند ثني أو تقوس الظهر والذي يمتد إلى الساقين، الإحساس بالخدر في إحدى أو كلتا الساقين. وبصرف النظر عن هذه الأعراض، يمكن أن يسبب الانزلاق الغضروفي أيضًا تصلبًا أو ضيقًا في أسفل الظهر، وخاصة في الوركين والفخذين. علاوة على ذلك، قد تكون هناك أعراض إضافية، مثل: ضعف عضلات الساق الذي يسبب الصعوبة في المشي أو عدم القدرة على المشي لمسافات طويلة. إذ قد تستمر هذه الأعراض عادة لأكثر من أسبوعين، حتى تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمريض.

أوضح الدكتور:  شايوس شايشانكول، وهو أخصائي ذو خبرة عالية في جراحة العمود الفقري، في مستشفى ويشتاني، أن الانزلاق الغضروفي يحدث بسبب حدوث تمزق أو تلف شديد في القرص الغضروفي (intervertebral discs) مما يتسبب في تسرب السائل الموجود في الأقراص أو انزلاقه من مكانه ويضغط على الأعصاب. تقع الأقراص الغضروفية بين كل فقرة من فقرات العمود الفقري. وتتكون من مواد تشبه الهلام وتعمل كممتصات للصدمات، وذلك لدعم الوزن المنتقل عبر العمود الفقري، ومساعدته على الحركة. إذ يمكن أن تتلف الأقراص الغضروفية بسهولة أو تتمزق عندما يتم استخدام العمود الفقري بشكل مفرط أو وقوع الإصابة فيها. مما قد يتطلب في تلك الحالة إلى إجراء جراحة اندماج العمود الفقري لتخفيف الألم واستعادة حركتها الطبيعية.

“هناك سببان رئيسيان للانزلاق الغضروفي. ” الأول: يحدث الانزلاق الغضروفي عادة عند كبار السن بسبب انحلال العمود الفقري في المفاصل والأقراص الغضروفية والذي يؤدي إلى عدم استقرار العمود الفقري، ويؤدي إلى انزلاق الفقرات من مكانها وتضغط على الأعصاب. والثاني: يحدث في الأعمار الصغيرة، وبشكل عام، يحدث بسبب ما يسمى بالسنسنة المشقوقة (Spina Bifida)، وهي حالة مَرضية تحدث عندما لا يتكوَّن العمود الفقري والحبل النخاعي بالشكل الصحيح،  بسبب التشوهات الخلقية عند الولادة، ويشمل الأنبوب العصبي. وكذلك أيضًا، يمكن أن يكون نمط الحياة السيئ من العوامل التي تسبب الانزلاق الغضروفي. فعلى سبيل المثال: زيادة الوزن، ورفع الأشياء الثقيلة بانتظام، والجلوس بوضعيات غير صحيحة، والحركات المفاجئة غير المنتظمة، وممارسة الرياضات العنيفة التي تؤثر بشكل مباشر على العمود الفقري، جميع هذه الأمور تعتبر محفزات للانزلاق الغضروفي”.

لتشخيص وعلاج الانزلاق الغضروفي، سيبدأ الطبيب بالقيام الفحص البدني واستخدام الأشعة السينية ومسح التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص شدة المرض. فإذا كانت الحالة خفيفة، فسيعالج الطبيب المريض بوصف الأدوية مع العلاج الطبيعي لمدة 6 – 8 أسابيع متتالية. وإذا لم تتحسن الأعراض أو أنها أصبحت أشد إلى الحد الذي يؤثر على الحياة اليومية للمريض، فسيوصي الطبيب بإجراء جراحة استبدال القرص الغضروفي. وإذا كان المريض يعاني من تشوه في العمود الفقري أو انحراف في العمود الفقري، فقد يفكر الطبيب في إجراء عملية دمج الفقرات القطنية الجانبية (OLIF) ، وهي عبارة عن جراحة دمج فقرات العمود الفقري طفيفة التوغل. حيث تتكون العملية من شق صغير يتم إحداثه على جانب الجسم لاستبدال القرص التالف بقرص آخر صناعي واستعادة محاذاة العمود الفقري، وإزالة الضغط على العصب. إذ تتميز جراحة دمج الفقرات بإجراء شقوق صغيرة والتي تقلل من تلف الأنسجة والعضلات المجاورة، وأيضا تقلل من فقدان الدم، وخطر حدوث المضاعفات وإصابة الأعصاب. بالإضافة إلى ذلك، فهي تقلل أيضا من خطر حدوث التليف في الأعصاب بعد الجراحة. فضلا عن أن المرضى سيتمكنون من الوقوف على أقدامهم خلال 12 – 24 ساعة بعد الجراحة، والأهم من ذلك، هي أن فترة التعافي تكون ليلة واحدة فقط

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة