قد يظن البعض أن مرض الفتاق يصيب الرجال فقط ، و خاصة الذين لا يحبون إرتداء الملابس الداخلية ، إلا ان الحقيقة ليست كذلك . فالقتاق يمكن أن يصيب الرجال و النساء على حد سواء ، كبارا أو صغارا .
بداية … دعونا نتعرف على مرض الفتاق و أنواعه وطرق علاجه و كيفية الوقاية منه
الادكتور / ويرايوت أغاويج وونج طبيب جراحة عامة في مستشفى ويشتاني ، أفاد قائلا : بأن الفتاق عبارة عن حالة يتحرك فيها جزء من الأمعاء من موضعه الأصلي ، عبر منطقة ضعيفة في جدار البطن ، فيظهر على شكل نتوء أو بروز في تلك المنظقة و ذلك بسبب الضغط الشديد للبطن . كما هو الحال عندما يقوم الشخص بالضغط ببطنه لإخراج البراز أثناء قضاء الحاجة ، كذلك أثناء السعال أو العطاس أو رفع الأجسام الثقيلة فيشتد الضغط في البطن
أما عن أنواع الفتاق ، فله أنواع عديدة منها :
الفتاق الأربي : و يحدث نتيجة إندفاع جزء من الأمعاء عبر منطقة ضعيفة في الجزء السلفى من جدار البطن عند القناة الأربية ، حيث أن هذه القناة يمر من جلال الحبل المنوي المسؤول عن حمل الخصيتين عند الرجال أكثر من النساء . عادة ما يكون مصحوبا بآلام موضعية أو حارقة ، وقد يزداد الألم في حال السعال أو العطاس او اثناء الضغط بالبطن لإخراج البراز .
الفتاق السري : وهي الحالة التي يتحرك فيها الأمعاء إلى الخارج ( أي في منتصف البطن ) مما يؤدو إلى ظهور نتوء في السرة .
الفتاق الجراحي : وهو الفتق الذي يحدث في مكان جرح العملية الجراجية مما تسبب في ضعف عضلة جدار البطن ، و تزداد إحتمالية الإصابة بهذا النوع من الفتاق عند إصابة الجراحة بالاتهابات .
و هناك أنواع أخرى من الفتاق ، مثل : الفتاق الفخذي ـ فتاق الحجاب الحاجز .
و يستكمل الدكتور / ويرايوت في الحديث عن أعراض الفتاق و أسبابه فيقول : عادة ما يشمل أعراض الفتاق ، هي وجود إنتفاخ أو بروز في المنطقة المصابة و يكون أكثر وضوحا عند الوقوف ، كما أنه يسبب الألم و خاصة عند الاحناء أو السعال أو رفع الأشياء . بالإضافة إلى أن هناك بعض الحالات تكون لديها إضطرابات في البطن ، كالإحساس بعدم الراحة في منطقة البطن أو الاحساس بالحرقة . وإذا كان الفتق موجودا في منطقة الحجاب الحاجز فقد يسبب بارتجاع الحموضة أو ألم في الصدر أو الصعوبة في البلع .
و فيما يخص أسباب الفتاق فهناك عدة عوامل مجتمعة و منفردة تكون سببا في الإصابة به . حيث أن من أهمها هو وجود عيب خلقي في جدار البطن و الحجاب الحاجز . و يكون لذلك أثرا في ضعف الأنسجة العضلية في تلك المنطقة و من العوامل أيضا :
- رفع الأجسام الثقيلة ، إذ يتطلب المزيد من الجهد ، فبالتالي يعمل ذلك على ضغط و شد الجسم و أيضا توسيع الرئتين و دفع الحجاب الحاجز إلى الأسفل مما يسبب الضغط الزائد في البطن .
- الحمل ، وذلك من حيث وجود الجنين داخل الرحم وقد يؤدي إلى زيادة الضغط في البطن .
- مشاكل الجهاز الإخراجي ، سواءا كان في البراز أو البول وذلك من حيث وجود حالات الامساك أو تضخم البروستات
- السعال الحاد أو العطاس الشديد ، و الذي يكون ناجما عن الإلتهاب في الجهاز التنفسي أو مرض مزمن مثل : السل
- السمنة المفرطة
- السعال المزمن بسبب التدخين
وهنا يأتي دور معرفة كيفية الوقاية من الفتاق ، إذ يمكن منع حدوثه عن طريق الحفاظ على معدل الضغط في البطن على ان يكون في المعدل المناسب مع القليل من تقلص العضلات في منطقة البطن و ذلك على النحو التالي :
- السيطرة على وزن الجسم و عدم بلوغ حد السمنة المفرطة
- تناول الأغذية الغنية بالألياف بشكل منتظم ، وذلك لتفادي حالات الأمساك
- تجتب رفع الأشياء الثقيلة
- رفع الأشياء بالطريقة الصحيحة و السليمة
- الإقلاع عن التدخين
- زيادة الطبيب في حال وجود السعال المستمر
و أخيرا يأتي الحديث عن كيفية العلاج ، و قبل معالجة الحالة يقوم الطبيب بالتشخيص المبدئي عن طريق الفحص البدني الخارجي ، فإذا تم الإشتباه بوجود نتوء أو بروز في منطقة البطن أو الفخذ ، فسيطلب الطبيب من المريض بالوقوف و محاولة السعال من أجل رؤية أعراض الفتاق بشكل أوضح ، وقد يكون التشخيص أيضا عن طريق عمل أشعة مقطعية أو التنظير الداخلي أو الفحص بالموجبات فوق الصوتية .
عادة ما يتم معالجة حالات الفتاق بالعمليات الجراحية و خصوصا في الحالات التي تعاني من ألام شديدة أو زيادة في حجم الفتاق . كما أن هناك بعض العلاجات الدوائية التي قد يستخدمها الطبيب مع المرضي في حالات الفتاق البسيط . وذلك لتخفيف الأعراض و العوامل التي تؤثر على الجسم في حدوث الفتق . مثل إعطاء أدوية موسعات القصبة الهوائية للحد من السعال ، وذلك للمرضي الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي و أمراض الرئة أو أدوية مدرات البول للحد من زيادة السوائل في البطن
على كلٍ ، فإن مسألة علاج الفتاق بالأدوية هي مجرد علاج لفترة مؤقتة ، إلى أن يحين وقت التدخل الجراحي للحالة ، حيث أن العلاج الجراحي هو الملاذ الأخير لحالات الفتاق وذلك إما بسبب المعاناة من الألم أو الزيادة في حجم الفتاق
أما عن طريق الجراحة فسوف نتحدث عن طريقتين منها وهما :
- الجراحة المفتوحة : وهي إجراء يتم فيه إحداث شق في المنطقة المصابة بحيث يتمكن الجراح من خلاله إعادة العضو إلى مكانه الأصلي و من ثم وضع شبكة لتعزيز و دعم منطقة العضلة الضعيفة التي تسببت بحدوث الفتق .
- الجراحة بالمنظار : وهي عملية التنظير بستخدام معدات خاصة ، يتم من خلالها إحداث شقوق صغير و إدخال المنظار ، كما أن هذه التقنية تكون أقل ألما وأسرع في الشفاء بحيث يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم ، ويكون قادرا على ممارسة أنشطته المعتادة في غضون أسابيع قليلة
الخلاصة : ينبغي عدم ترك أعراض الفتاق دون علاج ، فإنه يسبب مضعفات أخري في الأمعاء ، كما أنه قد يسبب الألتهاب و الالم في منطقة الفتق بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى مشكلة إختناق الفتق المسبب بانقطاع تدفق الدم إلى النسيج المحتجز مما يسبب خطرا على الحياة
الدكتور / ويرايوت أغاويسيج وونج
طبيب جراحة عامة
لحجز المواعيد والحصول على موافقة دخول المملكة لغرض العلاج وتسهيلات السفر
يرجى التواصل مع قسم الخدمات العربية
- Readers Rating
- Rated 2.8 stars
2.8 / 5 (Reviewers) - Good
- Your Rating