إن مشكلة إعوجاج العمود الفقري من المشكلات الشائعة حول العالم، إذ تقدر بنسبة 80% منها تكون مجهولة السبب، 20% الأخرى ناتجة عن أمراض وراثية وإضطرابات الجهاز العصبي والعضلي.
الدكتور/ تينكورن بليم ويتيابورن جرّاح العمود الفقري في مستشفى ويشتاني،
أوضح قائلاً: إن مشكلة الجنف ذات الأسباب المجهولة تحدث عادة للمرضى في الأعمارالمبكرة، وذلك بين 10 و 18 سنة، وتحديداً في سن المراهقة وهي ما بين 13-15 سنة. إذ يصاب الإناث أكثر من الذكور (أي حوالي 10 حالات إناث يصادفها حالة 1 من الذكور)
يعاني معظم المرضى من عدم تساوي الكتفين والوركين، وقد يكون لبعضهم مضاعفات أخرى مثل آلام الظهر المزمنة، وإضطرابات الأعصاب والعضلات. ومن أجل علاج حالات الجنف مجهولة السبب، يقوم الطبيب بالتحقق من الأعراض ومن صور الأشعة. فإذا تبينت أن الحالة غير شديدة فينصح بإرتداء الحزام الذي يدعم ويثبت الأضلاع والعمود الفقري لتكون بشكل مستقيم، أو قد ينصح بالعلاج الجراحي لتصحيح الإعوجاج، وذلك بالنسبة للحالات الشديدة.
الإجراء الجراحي:
بالنسبة لعلاج حالات الجنف مجهولة السبب بالجراحة التقليدية، فعادة ما تكون بوضع البراغي والقضبان الداعمة في الفقرات لتثبيتها بشكل مستقيم بعد تعديل الإعوجاج، إلاّ أن من عيوب هذه الطريقة هي أن يتم فيها إحداث شق كبير في وسط الظهر، مما يسبب آلام الجراحة لفترة طويلة.
أما في الوقت الحاضر، تم إبتكار طرق جديدة لجراحة تصحيح الجنف تهدف إلى تعديل إستقامة العمود الفقري دون تثبيت الفقرات بقضبان معدنية وربط بعضها ببعض، وتسمى طريقة (Anterior Vertebral Body Tethering) (AVBT)، حيث تعتمد هذه الطريقة على أسلوب تعديل الفقرات وتوجيهها بشكل مستقيم لتقوم بالإعتدال تدريجيا أثناء النمو. إذ يقوم الطبيب باستخدام أداة جراحية قوية ومرنة، تسمى (Strong flexible cable/polymer (Polyethylene-terephthalate)) للمساعدة في ضبط العمود الفقري إلى حاله الأصلي. فضلاً عن أن الجسم يظل قادراً على الإنحناء والحركة بشكل طبيعي، كما أن الجراحة لا تتأثر بالحركة ولا تسبب إصابات كثيرة في أنسجة عضلات الظهر التي لها دور أساسي في المحافظة على توازن الجسم، مقارنة بالجراحة التقليدية. وكذلك من العمليات التي يمكن أن تُجرى على الطرف الجانبي لجسم المريض، بحيث تكون الجراحة بعمل جروح صغيرة (mini-thoracotomy approach)، أو إجرائها بالمنظار عبر الصدر (thoracoscopic approach) وذلك من أجل تقليل حدة إصابة للأنسجة والطبقة الخلفية للعضلات، مما يساعد على التعافي بسرعة أكبر، فتقل مدة الإقامة في المستشفى، كما يمكن العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية بشكل أسرع وأيضاً التمكّن من مزاولة الرياضة بعد الجراحة في غضون 6 – 8 أسابيع.
- Readers Rating
- Rated 3.6 stars
3.6 / 5 (Reviewers) - Very Good
- Your Rating