يعتبر سرطان القولون والمستقيم من الأمراض السرطانية الأكثر شيوعاً بعد سرطان الرئة وسرطان الكبد حول العالم. حيث إنه يصيب كل من الرجال والنساء على حد سواء. لاسيما أنه في المراحل الأولى من المرض لا تكون هناك أي أعراض تظهر على المريض.
الدكتور/ نارين ساستيكو لانونت أخصائي جراحة عامة في مستشفى ويشتاني، أوضح قائلاً: إن سبب حدوث سرطان القولون والمستقيم، هو وجود إضطرابات في خلايا أنسجة الأمعاء. إذ إن أكثر من 90% من المصابين به هم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً. وبما أنه قد لا تظهر أي أعراض للسرطان في مرحلته الأولى، فإننا عادة ننصح كبار السن بإجراء المنظار للجهاز الهضمي لديهم، وذلك للتأكد من عدم وجود ما هو غير طبيعي فيه. فأحياناً نجد زوائد صغيرة من اللحميات داخل القولون فنقوم باستئصالها وفحصها للتأكد من خلوها من الخلايا سرطانية. كما أن هذه اللحميات يمكن أن تنمو وتكبر تدريجياً، وقد تتحول لاحقاً إلى كتلة سرطانية في داخل القولون. حينها يكون العلاج بحسب المرحلة التي وصل إليها المرض، والتي تكون كالتالي:
المرحلة الأولى: وهي المرحلة التي لم تنتشر فيها الخلايا السرطانية، بحيث لا تزال موجودة فقط في الورم. إذ معالجتها بالجراحة واستئصال الورم بالكامل، وهنا نستطيع القول بأنه يمكن التشافي من المرض بشكل نهائي إذا تم العلاج في هذه المرحلة.
المرحلة الثانية: وهي المرحلة التي تبدأ فيها الخلايا بالإنتشار، بحيث تدخل الخلايا السرطانية إلى الطبقة العضلية للأمعاء، لتنتشر بعدها إلى الغشاء المعوي ثم الأنسجة المحيطة أو الأعضاء المجاورة.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة التي إنتشرت فيها الخلايا السرطانية إلى الغدد اللمفاوية، إذ يجب إزالة أكبر قدر ممكن من تلك الغدد أثناء إستئصال الورم، ومن ثم المتابعة بالعلاج الكيماوي كي لا تعود الخلايا السرطانية بالإنتشار مرة أخرى.
المرحلة الرابعة: هذه المرحلة تكون شديدة إلى حد ما. حيث إن الخلايا السرطانية قد إنتشرت إلى عدة أعضاء مختلفة في الجسم، مما يترتب على المريض الخضوع إلى إجراء عمليات جراحية لإزالة بعض الأجزاء المصابة بالسرطان في تلك الأعضاء، مع القيام بالعلاج الكيماوي أيضاً.
هناك عدة طرق تستخدم في علاج سرطان القولون والمستقيم، وهي: العلاج بالجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيماوي. إلاّ أنها تعتمد على مدى شدة المرض، وإلى ما يراه الطبيب مناسباً في الخطة العلاجية، فضلاً عن أن العلاج الرئيسي في السرطان هو الجراحة. فعادة ما تكون الجراحات في سرطان القولون هي بالطريقة الجراحة المفتوحة. حيث يبلغ طول الجرح حوالي 15-30 سم، وهذا يتوقف على حجم الورم السرطاني وموقعه. ولكن مع تتطور التكنولوجيا في الطب، أصبح هناك تقنية حديثة في جراحة القولون، وهي جراحة المناظير (Laparoscopic Colectomy): وهي عملية جراحية يُستخدم فيها جهاز المنظار ينتهي طرفه بعدسة كاميرا صغيرة يتم إدخالها إلى داخل القولون، حيث يستطيع الجرّاح أن يتحكّم في مدى وضوح الرؤية للورم وتتبع آثاره بشكل أدق، مما يُمكّنه من قطع الجزء المصاب بالسرطان والغدد اللمفاوية في تلك المنطقة.
من مزايا الجراحة بالمنظار، هي أنها تتم عن طريق إحداث جروح صغيرة فتجعل كمية فقدان الدم أثناء الجراحة أقل، مما يؤدي إلى حدوث ألم أقل وأسرع في التشافي، مقارنة بالجراحة المفتوحة. بالإضافة إلى أن فرص حدوث المضاعفات الجراحية أقل، فيساعد بذلك على عودة المرضى إلى حياتهم الطبيعية بشكل أسرع.
ومع ذلك، لاتزال نتائج كلتا الطريقتين في الجراحة جيدة، سواءً كانت بالمنظار أو الجراحة المفتوحة. بيْد أن الإختيار في أي الطريقتين أفضل، يعتمد على تشخيص الطبيب للحالة، ومعرفة ما هو أنسب للمريض.
- Readers Rating
- Rated 5 stars
5 / 5 (Reviewers) - Spectacular
- Your Rating