لا تتجاهل قرحة القدم السكرية، كي لا تضطر إلى بتر الساق
لا يزال هناك الكثير من الناس يتجاهلون ضرورة العناية بقرح القدم السكرية، ظناً منهم أنه باستطاعتهم العناية بها في منازلهم. ولكن هل تعلم؟ أن قرح القدم السكرية يمكن أن تعرض صاحبها لخطر الإصابة بالعدوى. فبالتالي قد ينتهي به المطاف إلى فقدان جزء من أطرافه ما لم يتم الرعاية بتلك الجروح والعناية بها بشكل صحيح.
يعاني معظم مرضى السكري من مشاكل إرتفاع السكر في الدم. حيث إن معدل السكر في الدم له تأثير مباشر على نظام الجهاز المناعي في الجسم. فإذا إرتفعت نسبة السكر في الدم فإن المناعة سوف تكون أضعف، مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى بسهولة أكبر. لاسيما أن مرض السكري، غالباً ما يسبب مضاعفات أخرى كحدوث تلف للأعصاب، الذي يصيب اليدين والقدمين بالتنميل والخدران. فضلاً عن أن حدوث التنميل للقدمين قد يؤدي إلى الإصابة بالجروح فيها دون أن يعلم المريض بذلك، لأن القدم هي من الأعضاء التي كثيراً ما يغفل المرضى عن ملاحظة ما قد يصيبها من جروح. والتي يجعلها عرضة للإصابة بالعدوى التي تنتشر بدورها بسهولة أكثر إلى المناطق الأخرى من الجسم.
إلى جانب ذلك، فغالباً ما يعاني منه مرضى السكري أيضاً هو مشاكل الشرايين والأوعية الدموية، حيث إن أول ما يتم الكشف على المريض هو التأكد من سلامة الأوعية الدموية وخلوها من التلف. فإذا لم تكن هنالك مشكلة فيها فإن إلتئام الجروح يكون أسهل. وإلاّ فإن الإلتئام يكون أكثر صعوبة في حال وجود مشكلة ما في تلك الأوعية. لأن الجروح لا تلتئم إلاّ إذا كانت هناك إمدادات كافية من الدم، وبدون إلتهاب فيها، وتكون في بيئة مناسبة.
في حالة وجود تقرحات سكرية في القدم مع وجود مشاكل في الأوعية الدموية، فيجب معالجة الأوعية الدموية أولاً، من أجل السماح للدم بالتدفق لتغذية الجروح قدر الإمكان. إذ يمكن ذلك عن طريق فتح الأوعية الدموية المسدودة (Revascularization). حيث إنه في الوقت الحاضر، تم تطوير التقنيات العلاجية لتكون أكثر فعالية، من أجل إعادة ضخ الدم لتغذية الجرح بشكل أفضل. إذ يكمن العلاج في: إصلاح الأوعية الدموية الرئيسية، وذلك إما من خلال جراحة تحويل مسار الشريان المسدود، أو من خلال إدخال القسطرة الشريانية لأجل توسعة الشريان المتضيق أو المسدود بواسطة البالون. بالإضافة إلى المعالجة بواسطة كبسولة الأكسجين ذات الضغط العالي (Hyperbaric oxygen therapy)، إلى جانب العلاج بالأدوية.
عادة ما تلتئم الجروح بشكل العام من تلقاء نفسها، وذلك في غضون 7-14 يوماً. ولكن إن إستغرقت المدة أكثر من ذلك، فهذا قد يدل على وجود مشكلة أخرى كمرض السكري مثلاً، أو أن المريض على علم بأنه مصاب بداء السكري. فعندئذٍ يجب الإسراع إلى مقابلة الطبيب المختص، من أجل الحصول على العلاج الصحيح. لأن الطبيب قادر على تضميد الجرح دون إصابته بالعدوى، أو السيطرة على الإلتهاب في حال الإصابة به مع تقييم شدة الإصابة، ومعرفة حجم الجرح.
إن الغرض من علاج قرح القدم السكرية هو الحفاظ على القدم بشكل سليم حتى يتمكن المريض من العودة إلى المشي كما كان من قبل. لذا، فإن الحصول على العلاج الصحيح والمبكر يقللان من فرص بتر الأطراف.
للمزيد من المعلومات و حجز المواعيد ، يرجى التواصل مع قسم الخدمات العربية :
- Readers Rating
- Rated 3.9 stars
3.9 / 5 (Reviewers) - Excellent
- Your Rating