التشوه الشرياني الوريدي في الدماغ (Brain AVM) – مرض نادر ولكنه قاتل
قد يشير الصداع الشديد، أو نوبات الألم في منطقة واحدة من الرأس، أو فقدان الرؤية، أو صعوبة التحدث، أو عدم التوازن إلى إحدى الحالات المرضية التي تصيب الدماغ. والتي منها: التشوه الشرياني الوريدي الدماغي (Brain AVM). وهي تشابك الشرايين والأوردة ببعضها البعض في الدماغ .
فكما هو معلوم بأن الشرايين الدموية تتحمل مسؤوليات نقل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى جميع أجزاء الجسم، في حين تقوم الأوردة بنقل الدم غير المؤكسد إلى القلب، وكذلك أيضاُ نقل الدم المحمل بالأكسجين من الرئتين إلى القلب. وعندما يحدث التشوه الشرياني الوريدي في الدماغ، تتضطرب هذه العملية الحيوية.
معظم المصابين بالتشوه الشرياني الوريدي في الدماغ، ولدوا وهم مصابون بالمرض، ومن ثم يتشكل في وقت لاحق من حياتهم. ونادراً ما تتوارثه العلائلات فيما بينها. حيث لا يزال سبب مرض التشوه الشرياني الوريدي في الدماغ غير معروف.
لا يميل مرض التشوه الشرياني الوريدي الدماغي إلى إظهار أي علامات وأعراض حتى تتمزق الشرايين، والذي يؤدي إلى حدوث نزيف. وفي نصف الحالات التي تم تشخيصها بالتشوه الشرياني الوريدي، كان النزيف هو العلامة الأولى التي تظهر في الفحوصات. وبصرف النظر عن النزيف، فإن الأعراض الأخرى التي قد يعاني منها بعض المرضى هي كالتالي:
- النوبات المرضية.
- الصداع أو الألم في جزء واحد من الرأس.
- الضعف أو التنميل أو شلل في بعض عضلات الجسم.
- فقدان الرؤية.
- صعوبة الكلام.
- الارتباك الذهني أو عدم القدرة على فهم الآخرين.
- عدم التوازن الشديد.
ونظرًا لأن التشوه الشرياني الوريدي يضغط بشدة على جدران الشرايين والأوردة المصابة، فإن تلك الجدران تصبح ضعيفة ورقيقة التي تؤدي إلى تمزقها لاحقاُ ومن ثم حدوث النزيف في الدماغ. حيث يمكن أن يتسبب المرض أيضًا في حدوث مضاعفات أخرى، كنقص الأكسجين في أنسجة المخ أو حدوث تلف في الدماغ.
إذا اشتبه المريض في وجود تشوه شرياني وريدي في الدماغ، فسيتم استخدام أشعة التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص المرض. كما يُستخدم أيضًا تصوير الأوعية الدماغية ، لأنه الاختبار التشخيصي الأكثر تفصيلاً الذي يكشف عن موقع وخصائص الشرايين والأوردة المصابة، والتي تعطي المعلومات المهمة في التخطيط للعلاج.
هناك العديد من الخيارات العلاجية للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي، لاسيما أن الهدف الأساسي من العلاج هو منع حدوث النزيف، وأيضاً السيطرة على نوبات الصرع أو المضاعفات العصبية الأخرى. حيث يعتمد الخيار الأنسب للعلاج على حسب عمر المريض، وصحته العامة، وحجم التشوه وموقعه داخل الدماغ. إذ إن العلاج الجراحي لإزالة التشوه الشرياني الوريدي الدماغي هو العلاج الأكثر شيوعًا إذا كان في منطقة سطحية غير عميقة يمكن الوصول إليه بسهولة، حيث يقوم الجرّاح بفتح جزءاً من الجمجمة بشكل مؤقت، كي يتمكن من الوصول إلى التشوه الشرياني الوريدي، ثم يستخدم مجهرًا عالي الطاقة لغلق التشوه باستخدام مشابك خاصة، واستئصاله بعناية من أنسجة الدماغ المحيطة به. ثم بعد ذلك يعيد الجراح عظام الجمجمة إلى موضعه كما كان، ويغلق الشق الجراحي. وأما إذا كان التشوه في منطقة عميقة بحيث يصعب الوصول إليه، فقد يوصي الطبيب باتباع طرق جراحية أخرى كالإنصمام الوعائي أو الجراحة الإشعاعية التجسيمية لعلاج المرض.
من الضروري البحث عن العناية الطبية بمجرد ظهور أي علامات للتشوه الشرياني الوريدي في الدماغ. لأنه في حالة حدوث نزيف في الدماغ، يصبح التشوه الشرياني الوريدي مهددًا للحياة ويحتاج إلى عناية طبية فورية.
في حالة الاشتباه في وجود أعراض للتشوه الشرياني الوريدي في الدماغ، قد يوصي الطبيب بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لفحص حالة المريض. وهو فحص يعطي النتائج أكثر وضوحاً من التصوير المقطعي المحوسب، لأنه يعرض حتى أصغر التغييرات في أنسجة المخ المرتبطة بالتشوه الشرياني الوريدي. كما أنه يشير إلى المواقع الدقيقة للتشوه، وبقع النزيف الداخلية. وهي معلومات حيوية تساعد الأطباء على تقييم الحالة، مما يمكّنهم من توفير الخيارات المناسبة للعلاج.
- Readers Rating
- Rated 4 stars
4 / 5 (Reviewers) - Excellent
- Your Rating