نظرة عامة
ترسل الأعصاب إشارات كهربائية من الدماغ إلى بقية الجسم، والتي تتكون من حزم الخلايا العصبية. إذ تتحكم هذه الأعصاب في العضلات، مما يسمح للإنسان بالقدرة على التحرك وأداء الأنشطة المختلفة كالرمش والبلع والتقاط الأشياء. حيث قد تتشكل بعض الأورام على هذه الأعصاب المحيطية. والتي غالباً ما تتكون بسبب غير معروف، أو أن بعضها قد تنجم بسبب طفرة جينية.
إذ يمكن أن تسبب أورام الأعصاب المحيطية تلفاً للأعصاب وفقدان السيطرة على العضلات. لذلك، من المهم أن يكون لدى المريض تشخيص مناسب عند وجود أي كتل غريبة أو ألم أو وخز أو تنميل أو ضعف عضلي. وفي معظم الحالات، تكون أورام الأعصاب المحيطية حميدة أو غير سرطانية.
تصنف أورام الأعصاب المحيطية إلى فئتين رئيسيتين، وهي: ورم داخل العصب وخارج العصب. حيث تؤثر هذه الأورام على الأعصاب من خلال النمو بداخلها أو الضغط عليها. سمَّيت الأورام العصبية المحيطية التي تنمو داخل الأعصاب بالأورام العصبية الداخلية. وتسمَّى الأورام التي تضغط على الأعصاب بالأورام العصبية الخارجية.
أكثر أنواع أورام الأعصاب المحيطية شيوعاً:
- الورم الشفاني: والذي يتكون من خلايا شفان، وهي الخلايا التي تحيط بالأعصاب. حيث تكون الأورام الشفانية مغلّفة، مما يعني أنها محصورة ومغطاة بطبقة رقيقة من الأنسجة. وتكون هذه الأورام دائمًا حميدة وبطيئة النمو.
يمكن أن تتكون الأورام الشفانية عمليا في أي مكان في الجسم. حيث يتأثر العصب الدهليزي في الأذن الداخلية بحوالي 60% من الأورام الشفانية. كما أنها تسمى أيضاً بأورام الغمد العصبي والتي عادة ما تتكون في الذراعين والساقين والرأس والجذع. حيث يمكن أن يصاب المرء بالورم الشفاني لسنوات قبل اكتشافه.
غالبًا ما يتكون الورم الشفاني من حزمة واحدة من الألياف العصبية داخل العصب الرئيسي، والمعروفة باسم الحزمة. حيث تنمو بعض الأورام الشفانية، المعروفة أيضاً باسم أورام الدمبل، والتي تتشكل بأشكال غير عادية داخل العمود الفقري أو الحوض. وعندما يتضخم الورم الشِفاني، فإنه يزيد من عدد حِزم الألياف المعرضة للخطر عند محاولة الاستئصال الآمن للورم.
ورم العصب السمعي، المعروف أيضًا باسم الورم الشفاني الدهليزي، هو ورم شفاني غير شائع في جذع الدماغ ويؤثر على التوازن وأعصاب السمع. إذ يمكن للأورام العصبية الصوتية أن تلحق الضرر بالأعصاب المحيطة وتؤثر على جذع الدماغ، وإذا لم يتم علاج الأورام العصبية السمعية واستمرت في النمو، فيمكن أن تؤثر على الأعصاب القريبة وتضغط على جذع الدماغ. كما أنه يمكن أن يحدث في المرضى الذين يعانون من اضطراب تسمى الورم الليفي العصبي من النوع الثاني . (NF2)
- الورم الليفي العصبي: تؤثر هذه الأورام على أنواع عديدة من أنسجة الغلاف العصبي، بما في ذلك خلايا شفان، وبطانة العصب، ظهارة الحزمة العصبية. وعادة ما تتشكل في مركز العصب وقد تظهر على شكل عقيدات أو كتل تحت الجلد. ومع ذلك، فإنها يمكن أن تلحق الضرر أيضًا بالأعصاب العميقة. وعلى عكس الأورام الشفانية، فهي غير مغلفة أو محصورة بحيث يمكنها أن تتطور إلى حزم عصبية متعددة وتسبب أعراضًا بسيطة.
أغلب الأورام الليفية العصبية ليست خبيثة. حيث قد يصاب ما يقرب من 5% إلى 10% فقط بورم غمد العصب المحيطي الخبيث، وهو من الأورام سرطانية. كما أن الأشخاص المصابين بالورم الليفي العصبي من النوع الأول (NF1) هم أكثر عرضة للإصابة بورم غمد العصب المحيطي الخبيث. NF1 وهي حالة وراثية تسبب ظهور أورام عصبية.
تشمل أعراض الورم الليفي العصبي من النوع الأول تغيُّرات في اللون وظهور الأورام الحميدة على الجلد. وقد يُصاب بعض الأشخاص الذين لديهم ورم ليفي عصبي من النوع الأول بحالات مَرَضية أخرى. وتشمل هذه الحالات تشوهات في العظام، مثل تقوس العمود الفقري، وورم في العصب العيني يسمى الورم الدِبقي البصري. هذا بالإضافة إلى أن الأشخاص المصابين بالورم الليفي العصبي من النوع الأول يكونون عرضة لخطر الإصابة بورم غمدي خبيث في العصب المحيطي.
- ورم ظهارة الحزمة العصبية: ينشأ هذا الورم العصبي المحيطي الحميد النادر من خلايا ظهارة الحزمة العصبية، وهو نوع من الخلايا التي تحيط بغلاف العصب المحيطي. حيث يمكن أن يتشكّل الورم داخل العصب. وقد يتشكّل أيضًا في النسيج الرخو المجاور للعصب، ويسمى ورم ظهارة الحزمة العصبية خارج العصب. والجدير بالذكر، أن ورم ظهارة الحزمة العصبية الذي يتكون داخل العصب يمكن أن يصيب الأطفال والبالغين من الشباب. والذي عادةً ما يسبب ضعفًا تدريجيًا وفقدانًا للشعور في الذراع أو الساق.
- الورم الشحمي: نادرًا ما يسبب الورم الشحمي أعراضًا. ومع ذلك، قد يتطلب الأمر فحصًا ومراقبة منتظمة. حيث إن الورم الشحمي عبارة عن كتلة حميدة وناعمة تنتج عن الخلايا الدهنية بطيئة النمو. كما أنه يمكن أن يتشكل تحت الجلد على الرقبة أو الكتفين أو الظهر أو الذراعين. بالإضافة إلى أنه يمكن للورم الشحمي الموجود بالقرب من العصب أن يضغط عليه.
- التكيس العقدي: غالبا ما تتكون التكيسات العقدية بالقرب من المفاصل كالمعصم وغيره، بحيث يمكن أن تسبب الألم وتؤثر على الأنشطة اليومية. فإذا كانت التكيسات العقدية تضغط على الأعصاب القريبة، فقد يكون العلاج ضروريًا. كما أنه في بعض الحالات، يمكن أن تختفي الأعراض من تلقاء نفسها. مع العلم أن السبب في تكونها قد يعود بسبب وجود بعض الإصابات. إلاّ أنها في معظم الحالات، يكون السبب فيها غير معروف.
الأعراض
لا تسبب أورام العصب المحيطي في كثير من الأحيان أي ألم أو أعراض أخرى. فإذا توسع الورم في الحجم أو أنه بدأ بالضغط على العصب، فقد يسبب حيئذ بعض الأعراض. حيث تختلف الأعراض حسب مكان وجود الورم والأنسجة التي يؤثر عليها.
قد تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- تورم أو كتلة تحت الجلد.
- خدران.
- ضعف العضلات.
- وجع أو حرقان أو ألم شديد.
- إحساس بالوخز.
- الدوخة أو عدم التوازن.
بعض أورام الأعصاب المحيطية لها سبب غير معروف. وفي بعض الحالات، قد تتأثر بالتغيرات الجينية. حيث يرتبط جين NF2 بالأورام الشفانية، بينما يرتبط جين NF1 بالأورام الليفية العصبية. إذ يمكن أن تنتقل وراثيا في الأسر.
كما أن هناك ورم عصبي محيطي حميد آخر وهو ورم ظهارة الحزمة العصبية. على الرغم من أنه غير شائع، فإنه يمكن أن ينمو إما من داخل العصب أو خارجه. ويمكن أن تسبب الأورام التي تحدث خارج العصب مشكلات عندما تضغط على العصب. كما تشمل الأورام الحميدة الأخرى التي تحدث خارج الأعصاب مثل التكياس العقدية والأورام الشحمية، وهي كتل ناعمة من الخلايا الدهنية بطيئة النمو .
التشخيص:
غالبًا ما يبدأ تشخيص ورم العصب المحيطي بمناقشة الأعراض، وتقييم التاريخ الطبي والعائلي، وإجراء الفحص البدني. وقد تكون هناك حاجة إلى اختبارات إضافية لتحديد موقع ونوع ورم العصب المحيطي.
بحيث تشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي: حيث يمكن أن يساعد هذا الاختبار في تحديد ما إذا كان هناك أورام في الأعصاب المحيطية، وما إذا كانت داخل العصب أم خارجه. إذ يتم استخدام المجال المغناطيسي وموجات الراديو في هذا الفحص لتوفير صورة ثلاثية الأبعاد مفصلة للأعصاب والأنسجة المحيطة بها.
- الأشعة المقطعية: يمكن لهذا التصوير الطبي أن يوفر المزيد من المعلومات حول العظام القريبة من الورم العصبي المحيطي. حيث يتم جمع الصور التفصيلية من خلال ماسح ضوئي يدور حول الجسم.
- مخطط كهربية العضل (EMG) : يتم استخدام التخطيط الكهربي العضلي EMG، للمساعدة في تحديد موقع الورم وتحديد الأعصاب المصابة. حيث يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي أثناء حركة العضلات.
- دراسة التوصيل العصبي: يقيّم هذا الاختبار مدى سرعة نقل الأعصاب للمعلومات الكهربائية إلى العضلات. وعادة ما يتم إجراء هذا الفحص إلى جانب التخطيط الكهربي العضلي EMG .
- خزعة الورم: يمكن للطبيب أخذ الخزعة بإبرة مخصصة بمساعدة الأشعة، أو يمكن إجراؤها أثناء الجراحة. حيث يتضمن هذا الإجراء إزالة عينة من الأنسجة للفحص المجهري لتحديد أنواع الخلايا الموجودة في الورم. وذلك اعتمادًا على حجم الورم وموقعه، وقد تكون هناك حاجة إلى استعمال المخدر الموضعي أو العام.
- خزعة العصب: تساعد خزعة العصب في تحديد نوع الورم. ويستلزم ذلك جمع عينة صغيرة من الأنسجة وإرسالها إلى المختبر لتحليلها بحثًا عن علامات السرطان.
العلاج:
يعتمد علاج أورام الأعصاب المحيطية على ما إذا كانت الأورام تسبب أعراضًا عامة أو قد تؤدي إلى التحول إلى ورم خبيث. وبشكل عام، يتم علاج الأورام إما جراحيًا أو عن طريق المراقبة.
حيث يُنصح بالمراقبة المنتظمة إذا كان الورم في مكان يجعل عملية الإزالة الجراحية صعبة. حيث تشمل المراقبة القيام بالفحوصات واختبارات التصوير المنتظمة لمتابعة ما إذا كان الورم ينمو أو يتغير. قد يلزم التدخل الجراحي إذا كان هناك قلق من أن يكون الورم سرطانيًا.
وغالبًا ما تكون الجراحة هي الخيار الوحيد للأورام ذات الأعراض. إذا كان الورم كبيرًا أو يسبب ألمًا أو أعراضًا أخرى مثل الضعف أو التنميل أو الوخز، فقد تتم إزالته جراحيًا.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating