غالبًا ما تؤثر السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية على وظائف المخ المختلفة. ومن إحدى تلك التأثيرات هي حدوث مشاكل في الذاكرة. حيث أنه في الوقت الحاضر، أصبحت هناك اختبارات يتم إجراءها لفحص الذاكرة بعد الإصابة بالسكتة الدماغية. وهذه الاختبارات هي: TMSE و MoCA التي تساعد على وضع الخطة العلاجية المناسبة وأيضاً الوقاية من خطر الإصابة بالخرف الناتج عن السكتة الدماغية.
الطبيبة / واراتشايا واليلاكسانابورن، أخصائية أمراض المخ والجهاز العصبي في مستشفى ويشتاني أفادت قائلة: إن أمراض الأوعية الدموية الدماغية أو السكتة الدماغية ناجمة عن النقص الحاد في إمدادات الدم إلى الدماغ، قد تسبب موت خلايا الدماغ ومنعها من العمل بشكل طبيعي. والتي تسبب الإضطرابات المختلفة على الجسم.
“مشاكل الذاكرة” هي واحدة من الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لمرضى السكتة الدماغية. وقد وجد أن 50% من مرضى السكتة الدماغية سيعانون من مشاكل في الذاكرة خلال عام واحد بعد الإصابة بالجلطة، بالإضافة إلى ذلك، وجد أن هناك مريض 1 من كل 3 مرضى السكتة الدماغية سوف تتدهور ذاكرته إلى حد يمكن تشخيصه بإصابته بالخرف.
تشمل الأعراض المبكرة لمشاكل الذاكرة، هي: سهولة النسيان، وصعوبة التفكير، واستغراق وقت طويل في التفكير في الأشياء المختلفة، والصعوبة في التخطيط، والبطء في اتخاذ القرارات، وانخفاض التركيز، فضلاً عن أنه قد يواجه بعض المرضى صعوبات لغوية. وجميع هذه الأعراض تؤثر على جودة الحياة اليومية.
في الوقت الحاضر، يوجد فحص أولي لمشاكل الذاكرة. وذلك من خلال إجراء فحص (TMSE) و (MoCA) الذي يستغرق حوالي 30 دقيقة. مع الأخذ بالعلم أن فحص السكتة الدماغية في المراحل المبكرة، قد لا يُبين أن الإضطرابات الحالية في الجسم سببها الفعلي هو السكتة الدماغية، وذلك لأنه قد تكون هناك أسباب أخرى قد تكون هي السبب لهذه الإضطرابات، مثل: إضطراب الأملاح المعدنية، إستخدام أنواع كثيرة من الأدوية، القلق من التعامل مع الأمراض الخطيرة أو وجود حالات نفسية أخرى تؤثر على الذاكرة. لذلك، عادة ما نوصي بعمل الفحوصات بعد فترة معينة أطول بعد ظهور الأعراض، لأنه بعد مرور الفترة الأولى من المرض، فقد تظهر إضطرابات تشير إلى الأداء الغير طبيعي للدماغ، والتي تدل على أنها فعلا السكتة الدماغية، وحينئذ نستطيع تشخيص الحالة بشكل أكثر دقة.
إن مشاكل الذاكرة التي تحدث بعد السكتة الدماغية يمكن تخفيفها بالأدوية، إذ إن الهدف من العلاج هو المساعدة في تحسين الذاكرة لدى مرضى السكتة الدماغية. إلاّ أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية من تلك الأدوية، مثل: الدوخة والإسهال. كما أنه يمكن أيضًا معالجة مشاكل الذاكرة من خلال تدريب الدماغ لتحفيز الذاكرة، وذلك باستخدام تقنية الواقع الافتراضي أو محاكاة الواقع الافتراضي. والذي ثبت أنه يساعد في استعادة الذاكرة بشكل أفضل من تدريب الدماغ بالشكل التقليدي، حيث تساعد هذه التقنية على تقليل النسيان، وصعوبة التفكير، ويزيد من التركيز على إتمام العمل.
من البيانات التي وجدت، هي أن هناك مجموعة من مرضى الذين أصيبوا بمشاكل في الذاكرة بعد إصابتهم بالسكتة الدماغية، كان بسبب تكرار إصابتهم بالجلطة، الناتجة عن حدوث تضيق في الشعيرات الدموية في أنسجة المخ. لذلك، فإنه يجب السيطرة على عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الإصابة بالجلطة، كالتحكم في ضغط الدم، وأيضاً التحكم في مستويات السكر والدهون في الدم. إلى جانب الإمتناع عن التدخين.
كما أنه يجب معرفة أن السكتة الدماغية لا تسبب مشاكل الذاكرة فحسب، بل أيضاً يمكن أن تسبب أموراً أخرى كالشلل النصفي، وصعوبة النطق، ومشاكل في الرؤية، ومشاكل في البلع، وتقلب المزاج. لذلك يجب مراقبة الأعراض عن كثب، ومراجعة الطبيب بحسب المواعيد بانتظام. حتى يتمكن الطبيب من تقييم حالة الدماغ والمضاعفات المحتملة. لأنه بالحصول على العلاج الصحيح يمكن تدارك المرض وإعادة المريض إلى نوعية حياة أفضل.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 3.6 stars
3.6 / 5 (Reviewers) - Very Good
- Your Rating