التصلب المتعدد (MS) هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم على وجه التحديد الخلايا الموجودة في الجهاز المناعي (المايلين)، وهو الغلاف الواقي حول الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. فعندما يتضرر غمد الحماية (المايلين)، فإنه يتداخل مع ناقل الإشارات العصبية من الدماغ إلى أجزاء أخرى من الجسم. والذي يمكن أن تؤدي هذه الحالة في النهاية إلى إصابة الألياف العصبية أو تدهورها بشكل مستمر. وقد تسبب الإصابة أيضاً أعراض أخرى تؤثر على الحبل الشوكي والدماغ والعينين.
هناك أربعة أنواع من التصلب المتعدد: المتلازمة السريرية المعزولة (CIS)، والتصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر (RRMS)، والتصلب المتعدد التقدمي الأولي (PPMS)، والتصلب المتعدد التقدمي الثانوي (SPMS) واعتمادًا على نوع مرض التصلب العصبي المتعدد، قد يعاني بعض الأشخاص من فترات طويلة من الهدوء دون ظهور أعراض جديدة.
تعتبر المتلازمة السريرية المعزولة (CIS)الحلقة الأولى من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد، ولكن ليس كل مصاب بـ (CIS) يعتبر مصابا بالتصلب المتعدد. كما أنه عادةً ما يتضمن التصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر (RRMS)هو التعرض لنوبات الاحتدام، وتُعرف أيضًا باسم الانتكاسات أو التفاقم للأعراض الجديدة. كما يتميز التصلب المتعدد التقدمي الأولي (PPMS)بوجود أعراض تتدهور تدريجياً مع مرور الوقت. وكذلك أيضاً يتميز التصلب المتعدد التقدمي الثانوي (SPMS) بتفاقم الأعراض مع مرور الوقت.
غالبًا ما يركز علاج التصلب المتعدد على إدارة الحالة. إذ تتوفر الأدوية للمساعدة في تسريع الشفاء بعد النوبات وتغيير مسار المرض وإدارة الأعراض.
الأعراض:
تختلف علامات وأعراض التصلب المتعدد تبعًا لنوع المرض ومكان تواجد الألياف العصبية التالفة. كمشاكل الرؤية، مثل التهاب العصب البصري الذي يتميز بالضبابية والألم في عين واحدة، وغالبًا ما تكون هذه من بين الأعراض المبكرة لمرض التصلب المتعدد.
كما أن هناك أعراض أخرى شائعة، والتي تكون كالآتي:
- ضعف العضلات.
- المشية الغير مستقرة.
- مشاكل التوازن أو الإتزان.
- الدوار.
- الوخز أو التنميل، خاصة في الساقين أو الذراعين.
- علامة ليرميت، أو الإحساس بالصدمة الكهربائية المرتبطة بحركات معينة في الرقبة، وخاصة انحناء الرقبة إلى الأمام.
- التشنجات في العضلات.
- فقدان جزئي أو كامل للرؤية، وعادة ما يكون في عين واحدة، ومصحوبًا بالألم أثناء حركة العين.
- الرؤية المزدوجة لفترات طويلة.
- الرؤية الضبابية.
- مشاكل في الوظيفة الجنسية أو الأمعاء أو المثانة.
- الكلام الغير واضح.
- المشكلات المعرفية.
- تغيرات في المزاج.
- التعب.
إذا استمرت هذه العلامات والأعراض، فمن المستحسن تحديد موعد لزيارة الطبيب لأخذ الإستشارة الطبية. حيث قد تكون الاستشارة الفورية ضرورية جدا إذا كان المريض يعاني من عدم الثبات أو عدم التوازن، أو مشاكل في الذاكرة، أو الخدران أو الإحساس بالوخز خاصة في الذراعين أو الساقين، أو تغيرات غير متوقعة في الرؤية، أو ضعف في الذراعين أو الساقين.
الأسباب:
لا يزال السبب الدقيق لمرض التصلب المتعدد (MS) غير مؤكد، حيث تكرس الأبحاث الجارية لكشف العوامل الأساسية المسؤولة عن هذه الحالة.
في حالة الإصابة بالتصلب المتعدد، يسبب الخلل في الجهاز المناعي إلى قتل المادة الدهنية، المعروفة باسم المايلين، التي تغطي وتحمي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي. عندما يتضرر المايلين الحامي وتنكشف الألياف العصبية، فإنه قد يحدث تباطئ إرسال الرسائل أو تثبيطها أثناء انتقالها على طول تلك الألياف العصبية.
ويُعتقد أيضًا أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى الإصابة بالتصلب المتعدد، بما في ذلك التعرض لفيروسات أو بكتيريا محددة، ومكان العيش، والبيئة، والتاريخ العائلي.
عوامل الخطر:
هناك العديد من عوامل الخطر التي تساهم في الإصابة بالتصلب المتعدد:
- العمر: قد يتأثر به كل من الصغار والكبار. ومع ذلك، فإنه عادة ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عاما.
- الجنس: إن احتمالية إصابة النساء بمرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات من الرجال.
- التاريخ العائلي: إن وجود أحد أفراد العائلة مصاب بمرض التصلب العصبي المتعدد يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
- بعض العدوى: تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض لعدوى معينة، مثل فيروس إبشتاين بار، يمكن أن يكون بمثابة محفز لظهور مرض التصلب المتعدد في وقت لاحق من حياة الشخص.
- العرق: الأشخاص من أصول آسيوية أو أفريقية أو أمريكية أصلية لديهم أقل خطر للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، في حين أن الأشخاص البيض، وخاصة أولئك الذين ينحدرون من أصل أوروبي شمالي، لديهم فرصة أكبر للإصابة بالمرض.
- المناخ: إن البلدان التي تتميز بمناخ معتدل، مثل: كندا ونيوزيلندا وجنوب شرق أستراليا وأوروبا تعد من أكثر البلدان اصابة بالتصلب المتعدد، لاسيما أن التعرض لأشعة الشمس أثناء الحمل يقلل من خطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد لدى الأطفال.
- فيتامين د: المناطق البعيدة عن خط الاستواء يكون لدى سكانها نسبة أكبر في الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، وذلك قد يكون بسبب قلة تعرضهم لأشعة الشمس. مما قد ينتج عنهم نقص في الفيتامين د، وهو أحد عوامل الخطر في الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد.
- الوراثة: تم اكتشاف أن مرض التصلب المتعدد مرتبط بجين موجود على الكروموسوم (6p21) .
- السمنة: الإناث اللاتي يعانين من السمنة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة هن أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب المتعدد.
- أمراض المناعة الذاتية الأخرى: الإصابة بإحدى أمراض المناعة الذاتية، قد تزيد من احتمالية الإصابة بمرض التصلب المتعدد. وتشمل هذه الاضطرابات مرض الغدة الدرقية، أو فقر الدم الخبيث، أو الصدفية، أو مرض السكري من النوع الأول، أو مرض التهاب الأمعاء.
- التدخين: الأشخاص المدخنون الذين يعانون من الأعراض التي تشير إلى مرض التصلب المتعدد، لديهم احتمالية أكبر للإصابة بحدث لاحق يؤكد وجود مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي أكثر من غير المدخنين.
التشخيص
قد يكون تشخيص مرض التصلب المتعدد (MS) أمرًا صعبًا بسبب وجود أعراض عصبية مماثلة لأمراض أخرى مختلفة. وغالبًا ما يتضمن التشخيص الدقيق للمرض من خلال استبعاد الأمراض الأخرى التي لها علامات وأعراض مماثلة والذي يُعرف بالتشخيص التفريقي. والذي يتم كالآتي:
- الفحص البدني: يتم إجراء الفحص البدني لتحديد سبب الأعراض. وقد يستفسر الطبيب أيضًا عن التاريخ الطبي للمريض، وقد ينصح بإجراء العديد من الفحوصات.
- اختبارات الدم: يتم حاليًا تطوير بعض المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرض التصلب العصبي المتعدد وقد تساعد في تشخيص المرض. غالبًا ما يتم إجراء اختبارات الدم لاستبعاد الأمراض الأخرى ذات الأعراض المماثلة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: عندما يتلف غمد المايلين الذي يحيط بالأعصاب تتشكل آفات التصلب. حيث يمكن إعطاء حقنة من مادة التباين في الوريد أثناء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي في الدماغ والحبل النخاعي الصدري والعنقي، لإظهار الآفات التي تُشير إلى أن المرض في مرحلة نشطة
- البزل الشوكي أو البزل القطني: يمكن استخدام البزل الشوكي لاستبعاد العدوى والحالات الأخرى التي لها أعراض مشابهة لمرض التصلب العصبي المتعدد. إذ يمكن لهذه العينة اكتشاف التشوهات في الأجسام المضادة المرتبطة بمرض التصلب العصبي المتعدد. حيث قد يقدم اختبار الأجسام المضادة الجديد، الذي يستهدف السلاسل الخفيفة الخالية من كابا، نتائج أسرع وأكثر فعالية من حيثالتكلفة مقارنة باختبارات السائل الشوكي السابقة لمرض التصلب المتعدد.
- اختبارات الجهد المثار: تقوم هذه الاختبارات على كشف النشاط الكهربائي في أجزاء معينة من الدماغ والحبل الشوكي استجابةً للمحفزات.
قد يكون تشخيص التصلب المتعدد أكثر صعوبة لدى الأشخاص الذين لديهم أعراض غير عادية أو مرض يتفاقم تدريجيًّا. في هذه الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الفحوصات باستخدام تحليل السائل الشوكي واختبارات الجهد المُثار وفحوصات تصوير إضافية.
العلاج:
لا يوجد حاليًا علاج معروف لمرض التصلب المتعدد (MS). ومع ذلك، تهدف خطة العلاج الشاملة إلى إدارة الأعراض، ومنع الانتكاسات، وإبطاء تطور المرض. قد تشمل هذه الخطة ما يلي:
العلاجات لهجمات مرض التصلب العصبي المتعدد
- الكورتيكوستيرويدات: يمكن وصف العلاج للمرضى الذين يعانون من نوبات حادة للمرض، بجرعة كبيرة من الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون عن طريق الفم. وميثيل بريدنيزولون عن طريق الوريد. إذ إن الدواء يقلل من التهاب الأعصاب، ويبطئ تدهور غمد المايلين الذي يحيط بالخلايا العصبية.
- فصادة البلازما أو تبادل البلازما: إذا كانت الأعراض جديدة وشديدة ولم تستجيب للستيرويدات، يمكن إجراء تبادل البلازما. حيث يتطلب الإجراء، فصل خلايا الدم عن الجزء السائل من الدم أو البلازما. بعد ذلك، يتم دمج خلايا الدم مع محلول البروتين المعروف باسم الألبومين، وإعادتها إلى الجسم.
العلاجات التي تحد من تفاقم المرض:
العلاجات المعدلة للمرض (DMTs): حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على العديد من الأدوية لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد على المدى الطويل. لاسيما أن هذه الأدوية تساعد في الحد من الانتكاسات، المعروفة أيضًا باسم النوبات، وأنها تبطئ من تطور المرض. كما أنها يمكن أيضًا أن تمنع من حدوث آفات جديدة في الدماغ والحبل الشوكي.
خلال المراحل المبكرة من مرض التصلب المتعدد (MS)، تكون الاستجابة المناعية أكثر نشاطا. لإدارة الحالة بشكل فعال، حيث يوصى بالعلاج المبكر والعدواني باستخدام العديد من العلاجات المعدلة للمرض (DMTs). تتوفر هذه العلاجات لمرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي، مع تقديم بعض الفوائد المحتملة لمرض التصلب العصبي المتعدد التقدمي الثانوي، وعلاج واحد محدد يظهر فعالية لمرض التصلب العصبي المتعدد التقدمي الأولي.
ومع ذلك، عند تحديد العلاج الأنسب للمرض، يجب أخذ عدة عوامل في الاعتبار بسبب المخاطر الصحية الخطيرة المحتملة المرتبطة بهذه العلاجات. وهذه العوامل مثل: مدة وشدة المرض، والفعالية السابقة لعلاجات مرض التصلب العصبي المتعدد، ووجود مشكلات صحية أخرى، وما إلى ذلك.
تعد الأدوية عن طريق الحقن، والأدوية عن طريق الفم، والحقن الوريدية من بين خيارات العلاج لمرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاس والهاجع.
وتشمل الحقن الشائعة ما يلي:
- أدوية إنترفيرون بيتا: يتم حقن هذه الأدوية تحت الجلد أو في العضلات. حيث تعمل على مقاومة المرض الذي يهاجم الجسم، وتقليل الالتهاب وزيادة معدل نمو الأعصاب. ويمكنها تقليل معدل حدوث الانتكاسات وتقليل شدتها.
- خلات جلاتيرامير: يعمل هذا الدواء عن طريق وقف هجوم الجهاز المناعي على المايلين. وغالباً ما يتم ذلك عن طريق الحقن الجلدية.
- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: يتم إعطاء هذا الدواء عن طريق الحقن الجلدي ويمكن أن يقلل من آفات الدماغ ويخفف من تطور الأعراض المرتبطة بالتصلب المتعدد. حيث يهاجم دواء أوفاتوموماب الخلايا البائية التي تسبب إصابة الأعصاب.
تشمل العلاجات الفموية ما يلي:
- تيريفلونوميد: يركز هذا الدواء على تقليل معدلات الانتكاس. كما أن المراقبة المنتظمة لفحص الدم ضرورية عند تناول هذا الدواء. وغالبًا ما يتم تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا. كما أنه يمكن أن يضر دواء تيريفلونوميد بالكبد، ويسبب تساقط الشعر، ويرتبط بالتشوهات الخلقية. ولا ينصح بالحمل أثناء تناول هذا الدواء ولمدة تصل إلى عامين.
- ثنائي ميثيل فومارات: من الضروري مراقبة فحص الدم عند تناول هذا الدواء. وقد ثبت انخفاض معدلات الانتكاس عند تناول هذا الدواء مرتين يوميًا. حيث أن من الآثار الجانبية المحتملة لهذا الدواء هي: الاحمرار والإسهال والغثيان وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء.
- كما تمت الموافقة أيضًا على ديروكسيميل فومارات، وهو مشتق معروف من ثنائي ميثيل، لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد ولكن مع آثار جانبية أقل سلبية.
- مونوميثيل فومارات: يوفر هذا الدواء تأثيرًا تدريجيًا وثابتًا من خلال خصائصه المتأخرة في الإطلاق. والهدف من إطلاقه في الوقت المناسب هو تقليل الآثار الجانبية المحتملة.
- فينجوليمود: يؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا، ويقلل من تكرار الانتكاسات. وبعد ست ساعات من الجرعة الأولية، يجب فحص معدل ضربات القلب وضغط الدم بسبب احتمال حدوث تباطؤ مؤقت في معدل ضربات القلب.
- سيبونيمود: تشير الدراسات إلى أن تناول هذا الدواء عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا، يمكن أن تخفض معدلات الانتكاس وتأخر تقدم مرض التصلب العصبي المتعدد، ويمكن استخدامه أيضاً لإدارة مرض التصلب العصبي المتعدد الثانوي التقدمي. وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى مراقبة معدل ضربات القلب وضغط الدم لمدة ست ساعات بعد الجرعة الأولى. كما أنه يتطلب إجراء فحص الدم بانتظام عند تناول هذا الدواء.
- أوزانيمود: يتم إعطاء هذا الدواء عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا، حيث يقلل من معدل انتكاس مرض التصلب المتعدد.
- بونسيمود: يُؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم مرة واحدة يوميًّا بجرعات تتزايد تدريجيًّا. ويؤدي هذا الدواء إلى تقليل معدل الانتكاسات، وأظهرت نتائجه تقليل آفات الدماغ مقارنة ببعض الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج التصلب المتعدد. وتشمل آثاره الجانبية المحتملة التهابات الجهاز التنفسي وارتفاع ضغط الدم وتهيج الكبد ومشكلات كهربية القلب التي تؤثر في سرعة ضربات القلب ونظمه.
- كلادريبين: يُعطى هذا الدواء على دورتين علاجيتين مدة كل منهما أسبوعين على مدار عامين. كما أنه يجب مراقبة اختبارات الدم أثناء تناول هذا الدواء. بالإضافة إلى أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو أورام خبيثة أو النساء الحوامل أو المرضعات، عدم تناول هذا الدواء. وعادةً يتم تقديم هذا الدواء كعلاج من الدرجة الثانية للمرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي.
تشمل علاجات الحقن الوريدي ما يلي:
- ناتاليزوماب: يمكن اعتبار هذا الدواء علاجًا أوليًا للأفراد المصابين بالتصلب المتعدد الشديد أو علاجًا ثانويًا للحالات الأخرى. وهدف هذا العلاج هو إعاقة حركة الخلايا المناعية التي يمكن أن تسبب ضررًا عند دخولها إلى الدماغ والحبل الشوكي عبر مجرى الدم.
- أوكريليزوماب: تم تصنيع هذا الدواء من الأجسام المضادة أحادية النسيلة الصالح للاستخدام البشري هو الدواء الوحيد من الأدوية المعدِّلة للمرض المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج النمطين الناكس الهاجع والمتفاقم الأولّي للتصلب المتعدد. وقد أظهرت التجارب السريرية قدرته على خفض معدل حدوث الانتكاسات في نمط المرض الانتكاسي وإبطاء تفاقم درجة العجز في نمطي المرض
ومع ذلك، قد يزيد أوكريليزوماب من خطر الإصابة بالعدوى وبعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي. لا ينصح بهذا الدواء لمرضى التهاب الكبد B.
- ألمتوزوماب: هو جسم مضاد وحيد النسيلة، يوصف عادةً للمرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد العدواني أو كعلاج ثاني في حالة فشل الأدوية الأخرى لمرض التصلب العصبي المتعدد. حيث يتكون العلاج من خمسة أيام متتالية من ضخ الدواء، تليها ثلاثة أيام أخرى من ضخ الدواء بعد عام. يعمل الألمتوزوماب، عن طريق استهداف البروتين الموجود على سطح الخلايا المناعية وتقليل خلايا الدم البيضاء، والذي يساعد على تقليل إصابة الأعصاب المحتملة التي تنتجها خلايا الدم البيضاء، مما يقلل من انتكاسات مرض التصلب العصبي المتعدد.
ومع ذلك، فإن مخاطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية للغدة الدرقية، وأمراض الكلى المناعية النادرة، والالتهابات الأخرى، وأمراض المناعة الذاتية تزيد بشكل كبير مع هذا الدواء.
كما تشمل أحدث الأبحاث والعلاجات المستحدثة ما يلي:
- مثبط بروتون تيروزين كيناز (BTK): إن الآلية الأساسية المستخدمة في هذا الدواء، هي تنظيم الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا البائية الموجودة في الجهاز العصبي المركزي. حيث يخضع العلاج باستخدام مثبط بروتون تيروزين كيناز BTK حاليًا للبحث عن إمكانياته في علاج التصلب المتعدد الانتكاسي والتصلب المتعدد الثانوي التقدمي.
- زرع الخلايا الجذعية: لا تزال فعالية هذا النهج في تقليل الالتهاب واستعادة توازن الجهاز المناعي لدى الأفراد المصابين بالتصلب المتعدد قيد التحقيق. وفي هذا الإجراء، يتم قتل الخلايا الجذعية في الجهاز المناعي للمريض، ومن ثم استبداله بالخلايا الجذعية السليمة المزروعة.
أوكريليزوماب هو العلاج الوحيد المعدل للمرض (DMT) المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد المتقدم الأولي. الأشخاص الذين يخضعون لعلاج أوكريليزوماب يكونون أقل عرضة بنسبة قليلة لتطور المرض مقارنة بأولئك الذين لا يتلقون أي علاج.
كما أنه يمكن للأدوية المعدلة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، مثل: أوزانيمود وسيبونيمود وكلادريبين، أن تبطئ تطور الإعاقات في مرض التصلب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي.
علاجات لأعراض مرض التصلب العصبي المتعدد وعلاماته:
- إعادة التأهيل البدني: يمكن أن يؤثر مرض التصلب المتعدد على الوظيفة البدنية. إذ يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي، إلى جانب استخدام إحدى وسائل المساعدة على الحركة (إذا احتيج لها)، في التحكم في ضعف الساق ومشاكل المشي الأخرى التي ترتبط بشكل متكرر بمرض التصلب العصبي المتعدد.
كما تعتبر تمارين التمدد والتقوية واستخدام الأجهزة المساعدة لتعزيز سهولة إنجاز الأنشطة اليومية مفيدة تحت إشراف وتوجيه المعالج الطبيعي أو المهني.
- مرخيات العضلات: باكلوفين، وتيزانيدين، وسيكلوبنزابرين هي مرخيات العضلات لعلاج تصلبالعضلات المؤلم أو اللاإرادي أو التشنجات، وخاصة في الساقين. كما يُعد العلاج بأونابوتولينومتوكسين من النوع (أ) خيارًا للمرضى الذين يعانون من التشنج.
- أدوية لتقليل التعب: يمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، للتخفيف من التعب المرتبط بمرض التصلب العصبي المتعدد. على الرغم من أن أمانتادين، أو مودافينيل، أو ميثيلفينيديت لا يزال من بين الخيارات، فقد وجدت التجارب الأخيرة أنها لم تكن أفضل من العلاج الوهمي في تحسين التعب المرتبط بمرض التصلب العصبي المتعدد وتسببت في آثار جانبية أكثر تواترا.
- أدوية لتسريع المشي: يمكن وصف أدوية للمساعدة في تحسين سرعة المشي. كما أنه لا يُنصح باستخدام أدوية مثل دالفامبريدين لأي شخص لديه تاريخ من النوبات أو الفشل الكلوي. مع العلم أن التهابات المسالك البولية والدوار والأرق والصداع النصفي تعد من الآثار الضارة المحتملة.
- أدوية أخرى: يمكن أيضًا وصف أدوية علاج الاكتئاب والخلل الوظيفي الجنسي والأرق ومشاكل التحكم في المثانة أو الأمعاء المرتبطة بمرض التصلب العصبي المتعدد.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating