"التهاب الجيوب الأنفية المزمن" يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة

مقالات صحية

“التهاب الجيوب الأنفية المزمن” يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة

Share:

إذا كنت تعاني من انسداد الأنف الذي لا يختفي، أو مخاط سميك يميل لونه  إلى الإخضرار أو ​​الإصفرار، أو تعاني من السعال لأسابيع طويلة أو الصداع أو رائحة الفم الكريهة. فقد تكون هذه الأعراض إشارة تحذيرية لالتهاب الجيوب الأنفية. إذ إن هذا المرض شائع عند الأطفال والبالغين على حد سواء. لاسيما أنه إذا لم يتم معالجته بشكل سريع، فإنه قد يؤدي إلى الإتهاب المزمن للجيوب الأنفية والذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

الدكتور/ بناوات تانتيخون، أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، المتخصص في أمراض الأنف والحساسية، في مستشفى ويشتاني أفاد قائلاً: إن التهاب الجيوب الأنفية هو مرض التهابي ومعدي يصيب التجاويف الهوائية الأنفية. حيث هناك 4 أزواج من التجاويف للجيوب الأنفية، والتي تتمركز حول منطقة الجبهة، والمنطقة التي بين العينين، ومنطقة عظام الخد بجانب الأنف، ومنطقة قاعدة الجمجمة. حيث يمكن أن يحدث الالتهاب في جميع تلك المواقع.

إن التهاب الجيوب الأنفية، له أعراض مشابهة لنزلات البرد أو الحساسية. إلاّ أن أعراضه أكثر حدة وطويلة الأمد، مثل: احتقان الأنف، والمخاط السميك الذي يميل إلى اللون الأخضر أو ​​الأصفر، وتدفق المخاط إلى أسفل الحلق، والسعال المتكرر، ورائحة الفم الكريهة، والصداع، أو الألم في الصدغين أو المنطقة المحيطة بالأنف أو الحاجبين والجبهة. وفي بعض الحالات، ذات الأعراض الشديدة قد تكون هناك حمى، وتورم والتهاب العينين، وما إلى ذلك.

ينقسم التهاب الجيوب الأنفية إلى 3 أنواع:

  1. التهاب الجيوب الأنفية الحاد: ويحدث بسبب الإصابة بالفيروسات والبكتيريا، التي تسبب الالتهاب وزيادة المخاط واحتقان الأنف، وتستمر الأعراض أقل من 4 أسابيع.
  2. التهاب الجيوب الأنفية تحت الحاد: وهو التهاب الجيوب الأنفية الذي يستمر من 4 إلى 12 أسبوعًا.
  3. التهاب الجيوب الأنفية المزمن: وهو التهاب مزمن لا يحدث بسبب العدوى، إذ تكون الأعراض مزمنة لأكثر من 12 أسبوعًا، وغالبًا ما تظهر عند المرضى الذين يعانون من الحساسية.

ترجع أسباب التهاب الجيوب الأنفية إلى عوامل عديدة، على سبيل المثال: يحدث الإلتهاب بعد الإصابة بنزلات البرد، وهو السبب الأكثر شيوعا. خاصة أن الحالات التي تعاني من نزلات البرد ولا يحصلون على قسط كافٍ من الراحة، فقد تؤدي الحساسية إلى تضخم بطانة الممرات الأنفية والجيوب الأنفية لفترة طويلة من الزمن، وتشوهات في الممرات الأنفية، مثل: الحاجز الأنفي الملتوي أو كسور في العظام الأنفي، كبر الجدران الجانبية للتجويف الأنفي. والذي يسد فتحة الجيوب الأنفية والتهاب الأنف أو أورام في تجويف الأنف.

مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية:

  • إن إلتهاب الجيوب الأنفية له تأثير على العينين، حيث يتسبب في التهاب الأنسجة المحيطة بالعينين، كحدوث تورم العيون، والتهاب العيون، وألم في تحريك العينين، الرؤية المزدوجة أو عدم الرؤية بوضوح، وما إلى ذلك.
  • من ناحية الدماغ، فقد يحدث الصداع والإصابة بالغثيان والقيء والرؤية المزدوجة، وعدم الرؤية بوضوح، ضعف العضلات مع الحمى.
  • الغشاء المخاطي يؤثر على الجهاز التنفسي العلوي والسفلي. والتهاب في الأذن الوسطى الذي يؤدي إلى طنين الأذن، والتهاب الغشاء المخاطي في الحلق، والتهاب الحنجرة المزمن.

بالإضافة إلى أن تشخيص التهاب الجيوب الأنفية، يبدأ بأخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحص البدني وإجراء المنظار لفحص تجويف الأنف والجيوب الأنفية. وفي حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمن قد يتطلب إجراء عملية جراحية للعلاج، أو المرضى الذين يعانون من مضاعفات قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات التشخيصية باستخدام التصوير المقطعي CT، للمساعدة في تأكيد التشخيص أو معرفة مدى خطورة المرض.

في أغلب الأحيان يتم علاج التهاب الجيوب الأنفية الحاد بالمضادات الحيوية، وأدوية لتقليل تورم أغشية الأنف. حيث يصف الطبيب أدوية المضادات الحيوية لفترة من الوقت، بحسب شدة المرض ونوع العدوى التي سببت المرض. بالنسبة لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، قد يفكر الطبيب في العلاج باستخدام رذاذ الأنف الستيرويدي أو الري الأنفي الملحي، وإذا لم تتحسن الأعراض قد تحتاج إلى العلاج بالجراحة.

في الوقت الحاضر، من الشائع إجراء جراحة الجيوب الأنفية من خلال الأنف باستخدام المنظار، مما يسمح للطبيب برؤية منطقة الجراحة بوضوح، والذي يمكّن من قطع الأنسجة الملتهبة واستئصالها. ونظرًا لأن الجراحة تتم من خلال فتحتي الأنف، فلا توجد شقوق في الجلد. والتي تعتبر وسيلة آمنة للعلاج، إلى جانب أنها تقلل من حدوث النزيف أثناء الجراحة، وأيضاً تقلل من ألم الجراحة، والقدرة على التنفس بشكل جيد من خلال الأنف، والتعافي بسرعة.

ومن هذا المنطلق، يجب الإعتناء بالنفس عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية. إلى جانب الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وممارسة الرياضة بانتظام، والإمتناع عن التدخين وشرب الكحول، وشرب ما يقارب 7-8 أكواب من الماء يومياً، وتجنب الغبار، وتجنب المناطق التي تشهد تغيرات مفاجئة في درجات الحرارة، مثل الانتقال من الحرارة الشديدة إلى البرودة الشديدة فجأة. و إذا تفاقمت الأعراض فيجب مراجعة الطبيب فوراً وتناول الأدوية، ومتابعة العلاج بانتظام.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

  • Readers Rating
  • Rated 3.4 stars
    3.4 / 5 (7 )
  • Your Rating