تناول الطعام اللذيذ هو مصدر سعادة للكثيرين، لكن معاناة البعض من صعوبة في البلع بعد الأكل قد تكون مؤلمة ومزعجة للغاية. بحيث يمكن أن تكون هذه الأعراض إشارة تحذيرية لتضيق المريء، وإذا تم علاجها بشكل صحيح، ستتحسن نوعية الحياة بشكل كبير.
يشرح الدكتور سوكبراسيرت جوثاكوكيات، طبيب الجهاز الهضمي في مستشفى ويشتاني، أن عسر البلع أو صعوبة البلع ينقسم إلى مجموعتين رئيسيتين من الأمراض:
- أسباب خطيرة: تتضمن هذه الفئة أورام المريء، والتي غالبًا ما تصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. تكون الأعراض في هذه الحالة شديدة، وغالبًا ما يصاحبها فقدان تدريجي في الوزن.
- أسباب خفيفة: تشمل هذه الأسباب تضيق المريء الناتج عن عدم استرخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء. على الرغم من عدم وضوح السبب في كثير من الأحيان، إلا أن الأعراض تزداد سوءًا مع مرور الوقت وتؤثر على نوعية الحياة بشكل كبير. في الظروف الطبيعية، يقوم المريء بدفع الطعام من الأعلى إلى الأسفل، حيث توجد العضلة العاصرة السفلية التي تعمل كحاجز لمنع رجوع حمض المعدة. عند وصول الطعام إلى هذه النقطة، تفتح العضلة العاصرة لتسمح بمروره إلى المعدة. ولكن عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في استرخاء هذه العضلة، يبقى الطعام في المريء مما يسبب لهم صعوبة في البلع وعدم راحة.
تشمل أعراض تضيق المريء صعوبة البلع، التي تبدأ عند تناول الأطعمة الصلبة ثم تتفاقم لتشمل السوائل أيضًا. في الحالات الأكثر خطورة، قد يصبح من المستحيل ابتلاع الطعام أو الماء، مما يؤدي إلى التقيؤ بعد كل وجبة. إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، يجب عليك الإسراع برؤية الطبيب للتشخيص والعلاج.
إن تشخيص تضيق المريء لا يمكن له الاعتماد على تاريخ الأعراض فقط ، لذلك يلجأ الأطباء إلى إجراء بعض الفحوصات الإضافية، مثل : المنظار الداخلي لفحص جدار المريء من الداخل وتحديد أي تشوهات أو تضيقات ، التصوير المقطعي المحوسب (CT) ، اختبار وظيفة عضلات المريء لتقييم قوة العضلات ووظيفتها. ، او ما اطلق باسم فحص قياس ضغط المريء (Manometry) حيث يُعتبر هذا القياس معيارًا مهمًا للتشخيص، حيث يُظهر الرسم البياني الناتج مدى انقباضات المريء وما إذا كانت العضلة العاصرة تعمل بشكل طبيعي أم لا.
“على الرغم من أن تضيق المريء الناتج عن عدم استرخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء ليس دائمًا حالة خطيرة في مراحله المبكرة إلا أن الأعراض ستزداد سوءًا بمرور الوقت وتؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المريض واستمتاعه بتناول الطعام. لذلك، يجب على المرضى تلقي العلاج المناسب”، كما أوضح الدكتور سوكبراسيرت.
يمكن تقسيم علاج تضيق المريء الناتج عن عدم استرخاء العضلة العاصرة للمريء إلى 4 طرق:
- حقن البوتوكس: يُستخدم هذا العلاج لاسترخاء العضلة العاصرة، ولكن تبقى فترة التأثير لمدة تصل إلى 6 أشهر فقط.
- التنظير باستخدام البالون: يُستخدم البالون لتوسيع المريء، لكن يترتب عليها خطر مضاعفات خطيرة مثل التمزق أو الثقب في المريء.
- التنظير لإنشاء نفق في المريء: يتم في هذه الطريقة حفر نفق من المريء إلى الطبقة العضلية، ثم يتم قص العضلات المنقبضة باستخدام جهاز خاص لتوسيع المريء. هذا العلاج يشبه الجراحة في النتائج، ولكنه يتم عبر التنظير الهضمي دون جرح جراحي وفترة تعافي قصيرة.
- الجراحة بالمنظار عبر البطن: يتم في هذه الطريقة إدخال الأداة في موضع العضلة العاصرة وقص العضلات المنقبضة لتوسيع المريء.
العلاج بالمنظار والجراحة لتوسيع العضلات المنقبضة يقدمان نتائج متميزة، مع فرصة تكرار الحالة أقل من 10٪. يمتاز العلاج بالمنظار بعدم وجود جروح ظاهرة على الجسم وفترة شفاء أسرع، بينما يُحتمل وجود شق جراحي صغير وفترة شفاء أطول في حال الجراحة بالمنظار عبر البطن.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.6 stars
4.6 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating