عندما يتوقف الطئر عن رفرفة جناحيه : رحلة مع الرجال في مواجهة العجز الجنسي… حلولٌ فعّالةٌ لاستعادة القوة والنشاط
بعيدًا عن صخب الصباح وصياح الديك، يلفّ الصمتُ حياةَ بعض الرجال ، خاصة كبار السنّ، صمتٌ ثقيلٌ يحملُ في طيّاتهِ معاناةً جسدية ونفسية عميقة، معاناةٌ يختزلها مصطلحٌ قاسٍ: “العضف الجنسي”.
لا يقتصر هذا المصطلح على كونه مشكلةً جسدية فحسب، بل يتخطّى ذلك ليُصبحَ هاجسًا يُثقلُ كاهلَ كبار السنّ، ويُلقي بظلالهِ القاتمة على حياتهم الزوجية ونفسيتهم. فتغيبُ الثقةُ بالنفس، وتُصبحُ العشرةُ الزوجيةُ مهدّدةً بالانهيار، ممّا يُؤثّرُ سلبًا على نمطِ حياتهم وجودتها.
ولكن، هل يُمكنُ لهذه المعاناةِ أن تنتهي؟
نعم، بفضل التطوّراتِ الطبيةِ الحديثةِ، باتَ بإمكانِ كبار السنّ التغلّبِ على مشكلةِ العجز الجنسي واستعادةِ حياتهم الطبيعية. فمع العلاجِ المناسب، يُمكنُ إعادةُ إشعالِ فتيلِ العلاقةِ الزوجيةِ، وإعادةِ البهجةِ والسعادةِ إلى حياةِ كبار السنّ.
سرّ الرجل: فهم دواعي ضعف الانتصاب وعلاجه
الدكتور بون ليرت سوك واتانا سيء نيت، أخصائي جراحة المسالك البولية و صحة الرجال في مستشفى ويشتاني، سلط الضوء على مشكلة ضعف الانتصاب، المعروفة طبيًا بـ(Erectile Dysfunction – E.D)، والتي تُعد مصدر قلق للكثيرين. تحدث الدكتور بون قائلاً إن هذه الحالة تتسبب في تأثيرات سلبية على الحياة الزوجية والثقة بالنفس، ويمكن أن تنشأ من عدة عوامل متنوعة نوضحها كالآتي:
العوامل الصحية والبدنية:
تقدم العمر: مع التقدم في السن، تنخفض مستويات الهرمونات لدى الرجال والنساء، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية.
اضطرابات الجهاز العصبي: قد تنتج عن إصابات أو أمراض تؤدي إلى تآكل الأعصاب، مثل إصابات الحبل الشوكي أو هشاشة العظام التي تضغط على الأعصاب.
الإصابات الشديدة في الأعضاء التناسلية: تؤثر بشكل مباشر على القدرة على الانتصاب.
الأمراض المزمنة: مثل السكري وارتفاع نسبة الدهون في الدم، حيث تؤثر هذه الأمراض على تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية.
الآثار الجانبية للأدوية: بعض الأدوية مثل المهدئات، أدوية الاكتئاب، والأدوية المضادة للسرطان يمكن أن تؤثر على القدرة الجنسية.
السلوكيات الخاطئة: التدخين، شرب الكحول، تعاطي المخدرات، وقلة ممارسة التمارين الرياضية كلها عوامل تسهم في الضعف الجنسي.
العوامل النفسية:عدم الثقة بالنفس، القلق، والإجهاد: هذه العوامل النفسية قد تؤدي إلى فقدان الرغبة الجنسية بسبب القلق من عدم القدرة على الانتصاب الكامل أو مشكلة القذف السريع.
الاكتئاب والحزن الشديد: هذان العاملان النفسيان قد يسببان انخفاض الرغبة الجنسية والقدرة على ممارسة الجنس.
قد أكد الدكتور واتانا سيء نيت على أهمية معالجة هذه العوامل المختلفة لتحسين الصحة الجنسية والقدرة على الانتصاب، مشيرًا إلى أن العلاج يمكن أن يشمل تغييرات في نمط الحياة، واستشارة أطباء متخصصين، وتناول الأدوية المناسبة.
العلامات التحذيرية لمرض الضعف الجنسي:
انخفاض الرغبة الجنسية:
إذا لاحظت تراجعًا في معدل ممارسة الجنس من 3-4 مرات في الأسبوع إلى مرة أو مرتين، أو حتى فقدان الرغبة تمامًا، فقد يكون هذا مؤشرًا على الضعف الجنسي.
التكرار في ممارسة الجنس دون شهوة:
إذا كان الرجل يستجيب للإثارة الجنسية ولكنه لا يشعر برغبة حقيقية، فقد تكون هذه بداية لاضطراب وظيفي جنسي. إذا استمر الرجل في ممارسة الجنس فقط بناءً على الروتين دون رغبة فعلية، فإن هذا يشير إلى مشكلة.
سرعة القذف:
تُعد سرعة القذف علامة واضحة على الضعف الجنسي، حيث يتعجل الرجل في القذف خوفًا من فقدان الانتصاب قبل إتمام الجماع. في الحالات الشديدة، قد يرتخي القضيب قبل الوصول إلى النشوة الجنسية.
العلامات الملحوظة عند الفجر:
إذا لاحظت غياب الانتصاب الصباحي الذي كان يحدث بانتظام قبل الاستيقاظ، فإن هذا يعتبر إشارة تحذيرية على وجود خلل وظيفي جنسي.
ماذا تفعل عند ملاحظة هذه العلامات؟
أيًا كانت العلامات التي تواجهها، فلا ينبغي تجاهلها. من الضروري الإسراع في استشارة طبيب متخصص لتحديد السبب والعلاج المناسب. الحفاظ على الصحة الجنسية يتطلب الانتباه لأي تغيرات قد تطرأ والبحث عن المساعدة الطبية عند الحاجة.
تقنية لإعادة نشاط وحيوية “الطائر النائم”:
عند ملاحظة الشخص لأعراض الخلل الوظيفي الجنسي التي ذكرناها سابقًا، يجب ألا يقبل بهذه الحالة بصمت أو يرضى عنها، بل ينبغي عليه التحرك بسرعة لمقابلة الطبيب للحصول على النصيحة المناسبة والعلاج الفعال. يُفضل أيضًا أن تصحب الزوجة معه، لتعزيز الفهم المشترك للمشكلة وتحسين فرص العلاج، ما يساهم في تقوية الروابط الأسرية.
طرق العلاج المتاحة لدى الأطباء:
استخدام الأدوية:
الحبوب: تعمل على توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى العضو الذكري.
هرمونات الذكورة: تُعطى عن طريق الفم أو الحقن المباشر في القضيب أو عبر مجرى البول لتحفيز الانتصاب. يجب أن يتم كل ذلك تحت إشراف طبي.
استخدام مضخة القضيب:
عند الحاجة لممارسة الجنس، يمكن استخدام المضخة لضخ الدم إلى القضيب وتحقيق الانتصاب. بعد ذلك، يُستخدم شريط مطاطي خاص لربط القضيب لمنع تدفق الدم خارجًا، دون التسبب في ألم.
زرع دعامة في القضيب:
يُجري الطبيب عملية جراحية لزرع دعامة داخل القضيب ومضخة في الخصيتين. عند الرغبة في ممارسة الجنس، يتم الضغط على المضخة في الخصية، ما يؤدي إلى انتفاخ الدعامة وحدوث الانتصاب. تُعتبر هذه الطريقة الخيار الأخير بعد فشل الأدوية والمضخة.
اللياقة البدنية تعيد الحيوية والنشاط للجسم :
يفهم الكثيرون بشكل خاطئ مقولة “كلما استعملت السلاح أكثر نفدت منك الذخيرة”، إذ يظنون أن الإفراط في النشاط الجنسي يستنزف الطاقة والقدرة. لكن الحقيقة هي أن الجسم، عندما يمنح الراحة الكافية، يستعيد نشاطه وحيويته من جديد. فإذا ارتاح الجسم لفترة، يعود السائل المنوي إلى كثافته الطبيعية ولونه الطبيعي.
طالما أن الخصية سليمة، فإن إنتاج السائل المنوي يستمر. ومع التقدم في العمر، قد يحدث ضمور في الخصية مما يقلل الإنتاج، لكن التغذية الدموية السليمة للعضو الذكري تظل أساسية للحفاظ على النشاط الجنسي.
في الوقت الحاضر، يُعتقد أنه إذا كان الدم يتدفق بانتظام إلى العضو الذكري، فإن القدرة على التواصل الجنسي تتحسن. وهذا ما يفسر استخدام الأدوية التي تنشط الدورة الدموية في القضيب، حيث يمكن تناولها بكميات صغيرة يوميًا للحفاظ على الانتظام بغض النظر عن ممارسة الجماع.
للأشخاص الذين بدأت تظهر لديهم مشاكل في الانتصاب، تُستخدم الأدوية لتحفيز تدفق الدم بسرعة أكبر إلى العضو الذكري، مما يقلل من خطر التليف ويعزز الدورة الدموية. يمكن اعتبار القضيب بحاجة إلى “علاج طبيعي” عبر تحسين تدفق الدم ليحافظ على نشاطه وحيويته.
أهمية الاستشارة الطبية في حالات الضعف الجنسي
الضعف الجنسي ليس مجرد مشكلة تؤثر على الحالة المزاجية للأسرة، بل هو أيضًا مؤشر على احتمالية وجود أمراض أخرى خطيرة. لذا، من المهم عدم التأخر أو الخجل من طلب المساعدة الطبية. الإسراع في الحصول على العلاج المناسب يعزز من صحة العلاقة الزوجية من الناحيتين الجسدية والنفسية، ويساهم في خلق جو أسري سعيد ومتناغم.
لذا، لا ينبغي للرجال الاستسلامَ لهذهِ المعاناةِ في صمت، بل عليهم التحدّثُ مع الطبيبِ المختصّ دون خجلٍ أو تردّد، فهوَ السّلاحُ الأمثلُ لمواجهةِ هذهِ المشكلةِ واستعادةِ الحياةِ بكلّ ما فيها من متعةٍ وحميمية.
تذكر، أنت لست وحدك، فهناكَ العديدُ من الرجال الذين يعانونَ من نفسِ المشكلة، لكنّهم نجحوا في التغلّبِ عليها بفضلِ العلاجِ المناسب. فاتّخذْ خطوتكَ الأولى نحوَ العلاجِ، واستمتع بحياةٍ زوجيةٍ سعيدةٍ وصحية.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.7 stars
4.7 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating