“متلازمة القولون العصبي” هي حالة صحية خطيرة تؤثر سلباً على جودة الحياة. تتمثل الأعراض في الانتفاخات، وانتفاخ البطن، وآلام البطن العابرة، إضافةً إلى الاضطرابات في حركات الأمعاء، مما يجعل التبول والإمساك أموراً يتوقعها المريض بالتزايد.
تحدث هذه الأعراض نتيجة اضطراب في وظيفة الجهاز الهضمي يُعرف باسم “متلازمة القولون العصبي” أو IBS. يُشير التشخيص إلى عدم وجود تشوهات هيكلية في الأمعاء، سواء تم إجراء تنظير القولون أم لا، ولا توجد تغييرات ملحوظة في فحوصات الدم أو الأشعة.
تعتبر IBS من بين الحالات الشائعة التي تؤثر على الجهاز الهضمي. غالباً ما يكون المرضى قد عانوا من هذه الحالة لفترات طويلة، حيث قد تتلاشى الأعراض ثم تعود بشكل دوري، مما يخلق حالة من عدم اليقين والقلق لدى المريضين بشأن تقدم العلاج.
هذه الحالة يُعتبر تأثيرها على نوعية الحياة كبيراً، حيث يُعاني المرضى من صعوبة في القيام بأنشطتهم اليومية بشكل كامل، مما يتطلب تعديلات وتغييرات في نمط حياتهم. وبشكل عام، يُلاحظ أن IBS يحدث بنسبة أكبر لدى الإناث بنسبة 2:1 مقارنة بالذكور.
المرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي غالبا ما يشكون من من آلام في البطن، وقد تكون هذه الآلام في منطقة وسط البطن أو أسفله، وبشكل عام يكون الألم في الجانب الأيسر أكثر شيوعاً من الجانب الأيمن. تتميز طبيعة الألم بشكل عام بالتشنجات، ويُلاحظ وجود انتفاخ في البطن وتوسعه، دون أن يكون للأعراض علاقة بالطعام. بالإضافة إلى ذلك، قد يُلاحظ تضخم في المعدة وانتفاخها، مع تجشؤ وإطلاق للريح، وتغيرات في حركات الأمعاء، حيث يعاني بعض المرضى من الإمساك والبعض الآخر من الإسهال، أو ينتقلون بين الإمساك والإسهال. قد يشعر بعضهم بصعوبة في إفراغ المثانة، ويُعانون من آلام عند الإجهاد، وتختفي هذه الأعراض عادةً عند التبرز. ويلاحظ وجود مخاط في البراز، وتتناوب الأعراض بشكل مستمر، حيث تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر خلال العام الواحد.
لحد الآن، لم يتم الكشف عن السبب الدقيق وراء متلازمة القولون العصبي، إلّا أن الدراسات تشير إلى وجود ثلاثة عوامل رئيسية قد تسهم في تطوير هذا المرض:
- التمعّج الغير طبيعي للأمعاء: يحدث نتيجة لإفراز بعض المواد غير الطبيعية أو الهرمونات في جدار الأمعاء، مما يمكن أن يسبب آلام في المعدة، والإمساك، أو الإسهال.
- حساسية الجهاز العصبي في جدار الأمعاء: يمكن أن يتفاعل بشكل غير طبيعي مع المنبهات مثل الأطعمة الغنية بالتوابل، والقهوة، والكحول، والتغيرات العاطفية مثل التوتر والقلق، مما يسبب تقلصاً غير طبيعي في جدار الأمعاء ويؤدي إلى آلام في المعدة، والإمساك، أو الإسهال.
- خلل في التحكم بوظيفة الأمعاء: يحدث نتيجة لخلل في التوازن بين الأعصاب الحسية، والجهاز العضلي للأمعاء، والدماغ، مما يؤثر على المواد التي تسيطر على وظيفة الأمعاء.
حالياً، لا يوجد دواء يمكنه علاج متلازمة القولون العصبي بشكل كامل، حيث تتفاوت فعالية الأدوية في تحسين بعض الأعراض فقط. وبالتالي، يُعتبر العلاج التكاملي وتعديل السلوكات الحياتية من الجوانب المهمة لتحسين أعراض هذا المرض.
لضمان تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي وتحسين جودة الحياة للمرضى، هنا بعض التوصيات الهامة:
- تناول الطعام ببطء وبكميات مناسبة: تناول الطعام ببطء يساعد على تقليل التهيج في الأمعاء، كما يُنصح بتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة واحدة.
- تجنب الأطعمة الدهنية: يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون لأنها تزيد من التمعج في الأمعاء، ولمن يعانون من الإمساك، يُنصح بزيادة تناول الألياف الغذائية.
- شرب كمية كافية من الماء: يجب الحرص على شرب كمية كافية من الماء والحفاظ على عادات الأمعاء الطبيعية.
- تجنب بعض الأطعمة والمشروبات: يجب تجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تزيد من أعراض المرض مثل القهوة، والأطعمة الغنية بالسكر، والحمضيات، والتوابل الحارة، والمشروبات الكحولية.
- الاسترخاء وممارسة الرياضة: يجب البحث عن طرق للراحة والاسترخاء، إضافةً إلى ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين صحة الجهاز الهضمي.
الاستشارة الطبية والنفسية: في حالات الضرورة، يجب الاستعانة بطبيب نفسي لمساعدة المريض في التعامل مع مشاكله العقلية والنفسية.
تلتزم باتباع هذه التوصيات يمكن أن يحسن من نوعية الحياة ويقلل من الأعراض المزعجة لمتلازمة القولون العصبي.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.7 stars
4.7 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating