تعتبر آلام الظهر من الأمور الشائعة والمنتشرة لدى الكثير من الناس. إذ يميل أغلبهم إلى التغاضي عن معالجة تلك الآلام لاعتقادهم أنها مشكلة صحية عامة. ولكن هناك واقع يقول، إذا كان ألم الظهر يمتد إلى إلى أسفل الساق مع وجود التنميل وضعف العضلات فيها، فقد تكون ذلك علامة تحذيرية على وجود قرص غضروفي منفتق أو متحرك، قام بالضغط على الأعصاب . بحيث إذا لم يتم علاجه بسرعة، فقد تتطور الأعراض إلى حدوث الشلل.
الدكتور: إيكابول لاب أمنوايبون، جراح العظام المتخصص في أمراض العمود الفقري في مستشفى ويشتاني، أوضح قائلا: إن الانزلاق الغضروفي هو نوع من الأمراض التنكسية للعمود الفقري. والذي ينتج عن حدوث تلف للقرص الغضورفي إلى درجة الضغط على العصب. ومن أسباب هذا المرض هو الاستخدام المكثف للعمود الفقري لفترة طويلة، مثل الانحناء ورفع الأشياء الثقيلة. أو بسبب الحوادث التي أثرت بشكل مباشر على العمود الفقري وأدى إلى تدهوره مع تقدم السن.
يمكن أن يحدث الانزلاق الغضروفي في أي مكان في الظهرعلى طول امتداد العمود الفقري. أي من الرقبة حتى أسفل الظهر. حيث يعاني معظم المرضى من آلام في عضلات الظهر، وذلك في منتصف الظهر أو أسفل الخصر. أو قد تكون الأعراض موجودة على أحد الجانبين أو كلاهما. إذ تكون الأعراض أكثر وضوحًا عند السعال أو العطس أو الجلوس بوضعية الإنحناء، مع وجود امتداد للألم إلى الساقين. كما أنه في الأعراض الشديدة، يكون هناك أيضًا تنميل وضعف في عضلات الساق.
مراحل شدة مرض الانزلاق الغضروفي:
- المرحلة الأولية: وهي عندما تبدأ أقراص العمود الفقري في التدهور، فتبدأ حينها آلام الظهر بالظهور والإختفاء بين الفينة والأخرى، ثم يزداد مستوى الألم مع مرور الوقت. وقد تستمر الأعراض لأكثر من أسبوعين.
- المرحلة المتوسطة: يبدأ القرص الغضروفي بالفتق أو التزحزح. ويسبب ألمًا حادًا في الظهر يمتد إلى أسفل الساق. بحيث قد يعاني بعض الأشخاص من التنميل أيضًا فيها.
- المرحلة الشديدة: وذلك عندما يصبح الضغط على العصب أكثر شدة، ويزداد الألم في الظهر والتنميل والضعف في العضلات. حتى يصاب العصب بشكل شديد ، ويكون المريض عرضة للإصابة بالشلل.
في تشخيص مرض الانزلاق الغضروفي، يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي والفحص البدني للمريض، وأخذ التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) من أجل الحصول على تشخيصٍ أكثر دقة. لأن التصوير بالرنين المغناطيسي يمكنه إيضاح بنية القرص الفقري والأعصاب بشكل دقيق. وهذا ما يجعل من الممكن معرفة مقدار الضغط الواقع على العصب، وفي أي فقرة من فقرات الظهر.
هناك طرق عديدة لعلاج القرص الغضروفي الضاغط على العصب. وذلك يعتمد على شدة الأعراض:
- العلاج بالأدوية: يمكن للأدوية أن تساعد في علاج أعراض الانزلاق الغضروفي. وذلك مثل: مسكنات الألم، ومرخيات العضلات، وحقن الستيرويد لتقليل الالتهاب والألم.
- العلاج الطبيعي : يساعد العلاج الطبيعي العضلات على الاسترخاء وتقليل الألم. كما أنه يساعد على جعل العضلات أقوى. ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب والمعالج الفيزيائي. إذ قد ينبغي الإستمرار على العلاج الطبيعي لفترة من الزمن، كي يكون العلاج أكثر فاعلية.
- الجراحة : إذا تمت المعالجة بالطرق السابقة، ولا تزال الأعراض كما هي ولم تتحسن. فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية. في الوقت الحاضر، هناك تقنية جديدة في جراحة العمود الفقري، وهي تقنية الجراحة بالمنظار، حيث يقوم الطبيب بإدخال كاميرا المنظار مباشرة إلى داخل منطقة العصب المضغوط، ومن ثم إزالة الجزء الضاغط. كما أنه ليس هناك حاجة إلى فتح جرح كبير في هذه التقنية، وإنما يكون حجم الجرح فقط حوالي 0.8 سم. مما يقلل من فقدان الدم، ويقلل من فرص حدوث المضاعفات، ويساعد أيضاً في التشافي بشكل أسرع. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام جهاز رصد الوظائف العصبية أثناء الجراحة، بحيث يقوم الجهاز على مراقبة سلامة المؤشرات العصبية في الوقت الفعلي أثناء الجراحة، لتقليل فرص حدوث الإصابات للأعصاب الشوكية التي قد تؤدي إلى الشلل بعد الجراحة
وأخيراً، يمكن الوقاية من مرض القرص الغضروفي الضاغط على العصب من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقوية العضلات، والتحكم في وزن الجسم كي لا تقوم فقرات العمود الفقري بتحمل الوزن الزائد، وكذلك الامتناع عن التدخين، وتعديل وضعية الجلوس والنوم بشكل صحيح لتقليل الضغط على العمود الفقري. إلى جانب الحذر من الوقوع في الحوادث التي من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على العمود الفقري.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 3.8 stars
3.8 / 5 (Reviewers) - Excellent
- Your Rating