تقليل الوذمة اللمفية لدى مرضى سرطان الثدي بجهاز المعالجة بالضغط السلبي

عادة تبدأ معظم علاجات سرطان الثدي بالجراحة. لأنها الطريقة الأكثر فعالية للسيطرة على السرطان. ولكن هناك العديد من المرضى قد يعانون من الوذمة اللمفية بعد تلك الجراحة. والوذمة اللمفية هي حالة تتورم فيها الأنسجة اللينة بسبب إنسداد وتراكم السائل اللمفي في تلك الأنسجة، والتي تؤثر على نوعية الحياة لدى المريض في جوانب مختلفة، مثل: الحركة الجسدية والمخاوف بشأن الأعراض التي قد تطرأ.

الدكتور/ ثاناوات فيت راتتشاتشات طبيب العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل في مستشفى ويشتاني أوضح قائلاً: إن في جراحة سرطان الثدي غالباً ما يتم فيها أيضاً إزالة بعض العقد الليمفاوية التي تحت الإبط. وذلك من أجل تقييم مدى إنتشار المرض حول منطقة الورم، وأيضاً إزالة الخلايا السرطانية التي قد تصل إلى تلك العقد الليمفاوية. فعندما تتم إزالة العقد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط مع الورم السرطاني في الثدي، يتعطل النقل اللمفاوي أو يزداد حجم الليمف في المنطقة المصابة. والذي يؤدي إلى انسداد المجرى الليمفاوي لاحقاً. وخاصة إذا كانت المريضة قد خضعت لعملية جراحية لإزالة العقد الليمفاوية تحت الإبط مع العلاج الإشعاعي. إذ يكون هناك احتمال بنسبة تزيد عن 30% للإصابة بالوذمة اللمفية في الذراع.

يمكن أن تحدث الوذمة اللمفية لأي مريضة تلقت علاج سرطان الثدي. حيث إن معظم المرضى قد يتعرضون لخطر الإصابة بالوذمة اللمفية في الذراع خلال السنوات الثلاث الأولى من العلاج ( أي 12 – 30 شهرًا)، إذ لا توجد حاليًا طريقة لعلاج الوذمة اللمفية بشكل متكامل. إلاّ أن هناك علاج أولي يهدف إلى تقليل التورم وإعادة الحالة إلى فترة ما قبل ظهور الأعراض.

إن الطريقة القياسية والمعتمدة في تقليل الوذمة اللمفية، هي: العلاج الكامل للاحتقان(Complete Decongestive Therapy) أو CDT، والذي يتضمن العناية بالبشرة، وتصريف السائل اللمفاوي يدوياً والذي يتم من خلال التدليك الخفيف جدًا لتحريك السائل المحتجز في الطرف المتورّم تجاه المنطقة التي تحتوي على أوعية لمفية سليمة. بالإضافة إلى استخدام الضمادات الضاغطة لتقليل التورم، وأيضاً ممارسة الرياضة.

في الوقت الحاضر، أصبحت هناك تقنية جديدة تساعد على تحفيز الجهاز اللمفاوي، والتي تسمى “آلة العلاج بالضغط السلبي” أو العلاج بالضغط السلبي، ومبدأ هذا العلاج هو أن هناك أداة تقوم بتمديد الأنسجة، في المنطقة التي يتم معالجتها. مما ينتج عن ذلك توسع لجدران الشعيرات اللمفاوية، وبالتالي يسمح بتدفق السائل اللمفاوي إليها. وهذا الإجراء يعمل على تعزيز آلية عمل الجهاز اللمفاوي للعودة إلى وضعها الطبيعي. كما أن مدة الإجراء تكون حوالي 45 – 60 دقيقة في كل مرة، إذ يوصى بإجرائه 3 مرات في الأسبوع، ليصبح المجموع 10-15 مرة. لاسيما أنه يمكن القيام بهذا العلاج بعد الجراحة مع طبيب إعادة التأهيل الذي يقوم بتقييم حالات المرضى كل على حدة.

كما أنه من مزايا العلاج بالضغط السلبي، هي أنه ذو فاعلية كبيرة في تقليل الوذمة اللمفية أكثر من طريقة التدليك. إلى جانب ذلك، فهو يقلل من خطر الإصابة بالعدوى الذي قد ينتج عن الإتصال المباشر بالمعالج أثناء العلاج الطبيعي.

موانع استخدام جهاز العلاج بالضغط السلبي

تنقسم موانع الإستخدام لجهاز العلاج بالضغط السلبي إلى قسمين:

• منع كلي مطلق: وهو خاص للمرضى الذين يعانون من التجلط الحاد للأوردة العميقة، أو المرضى المصابين بالعدوى في المنطقة التي يتم معالجتها، أو المرضى الذين يعانون من قصور القلب، وكذلك المرضى الذين يعانون من الوذمة اللمفية الناتجة عن أمراض القلب، وأيضاً مرضى الفشل الكلوي.
• المنع مع مراعاة ما يقتضيه اختلاف الحال (ويتم النظر في كل حالة على حدة) : وذلك مثل: مرضى السرطان، النساء الحوامل، الأشخاص الذين يُمنع عنهم استخدام التصريف اليدوي للسائل اللمفاوي.

ومع ذلك، يمكن الجمع بين إستخدام جهاز العلاج بالضغط السلبي وبين العناية بالبشرة واستخدام الملابس الضاغطة كالأكمام المطاطية على الذراع أو الجوارب الطويلة على الساق لتحفيز تصريف السائل اللمفي. وكذلك ممارسة التمارين الرياضية لأجل زيادة الكفاءة في تقليل الألم وتقليل التورم، وأيضاً زيادة جودة الحياة لأعلى قدر ممكن.

كما أنه يُنصح مرضى سرطان الثدي الذين خضعوا لعملية استئصال الورم، بلزوم العودة إلى مراجعة الطبيب بعد شهر واحد من الجراحة. من أجل أن يتمكن الطبيب من تقييم المخاطر الصحية المختلفة التي قد تطرأ على الجسم بما فيها الوذمة اللمفية. ولكن في حالة ظهور التورم في منطقة ما من الجسم بعد الجراحة بشكل وجيز، ويزداد حجمه بشكل تدريجي. فيجب على المريضة حينها أن تسرع إلى رؤية الطبيب دون الحاجة إلى الإنتظار لشهر كامل.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة