"شلل بيل: ابتسامة مفقودة" والأعراض التي تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً - Vejthani Hospital | JCI Accredited International Hospital in Bangkok, Thailand.

مقالات صحية

“شلل بيل: ابتسامة مفقودة” والأعراض التي تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً

Share:

نظرة عامة

شلل بيل أو شلل الوجه النصفي، هو حالة تتميز بالضعف المفاجئ أو الشلل في عضلات الوجه على جانب واحد من الوجه. حيث يمكن أن يحدث الضعف في الوجه عند الإصابة ببعض الأمراض، مثل: العدوى الفيروسية التي تؤدي إلى التهاب وتورم العصب القحفي السابع، والمسؤول عن التحكم في عضلات الوجه. ولحسن الحظ، أنه في معظم الحالات، يكون هذا الضعف مؤقتًا، حيث تبدأ آثار التحسن  بالظهور بشكل ملحوظ على مدار عدة أسابيع. فعندما تصاب عضلات الوجه بالضعف، تظهر علامات التدلي على أحد جوانب الوجه. وتصبح الابتسامة أحادية الجانب، فضلاً عن وجود صعوبة في إغلاق العين بشكل كامل على الجانب المصاب.

تم تسمية مرض (شلل بيل) على اسم الطبيب الاسكتلندي السير تشارلز بيل، الذي اكتشف المرض في القرن التاسع عشر. ويُعرف شلل بيل أيضاً بشلل الوجه المحيطي الحاد الذي يحدث بسبب غير معروف، والذي يمكن يحدث في أي مرحلة عمرية.

في معظم الحالات، تبدأ أعراض شلل بيل في التحسن بعد مضي بضعة أسابيع من الإصابة، وقد يستغرق التعافي بالكامل بعد حوالي ستة أشهر. في حين أن نسبة صغيرة من المرضى قد تستمر الأعراض لديهم مدى الحياة، كما أن تكرار الإصابة بالمرض أمر نادر الحدوث. حيث أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في شلل الوجه النصفي يكونون أكثر عرضة لخطر تكرار المرض.

الأعراض

غالبًا ما تحدث أعراض شلل بيل فجأة، وتصل إلى ذروة شدتها خلال 48 إلى 72 ساعة. إذ إن البعض قد يعاني من أعراض خفيفة، وآخرون قد يعانون من شلل كامل في عضلات الوجه.

تتضمن علامات وأعراض شلل بيل على ما يلي:

  • تطور مفاجئ في كل ساعة، من الضعف الخفيف إلى الشلل الكامل على جانب واحد من الوجه .
  • تدلي عضلات الوجه وصعوبة إستخدام حركات الوجه، مثل: الابتسامة أو إغلاق العينين.
  • سيلان اللعاب.
  • ألم في الأذن أو حول الفك.
  • طنين في الأذنين. 
  • حساسية عالية للصوت.
  • صداع.
  • فقدان التذوق.
  • تغيرات في كمية إنتاج اللعاب والدموع.
  • الصعوبة في التحدث أو الأكل أو الشرب.

في حالات نادرة، يمكن أن يؤثر شلل بيل على أعصاب الوجه في كلا الجانبين. لذا، فإنه من المهم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال الشلل، أن يطلبوا المساعدة الطبية الفورية، حيث قد يشير ذلك إلى الإصابة بسكتة دماغية، مع أن مرض شلل بيل لا ينجم عن السكتة الدماغية، إلا أن أعراضه قد تشبه أعراض السكتة الدماغية.

إذا كان الشخص يعاني من ضعف أو تدلي في الوجه، فمن المستحسن طلب الاستشارة الطبية العاجلة من أجل الحصول على تقييم السبب الأساسي للمشكلة وأيضاً تقييم مدى خطورة الحالة. إذ يساعد التشخيص الصحيح للمرض في تحديد مسار العلاج المناسب. 

الأسباب

على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق لشلل بيل، إلا أنه يرتبط في كثير من الأحيان بالإصابة بعدوى فيروسية. إذ يمكن لأنواع عديدة من الفيروسات أن تسبب شلل بيل. بحيث تتطور الأعراض عندما يكون هناك ضغط مفاجئ ناتج عن التورم أو الالتهاب، على العصب الذي يتحكم بعضلات الوجه.

أثناء انتقال المرض نحو الوجه، فإنه يمر بالعصب المسؤول عن التحكم في عضلات الوجه، عبر ممر عظمي ضيق. حيث يتميز شلل بيل بتورم والتهاب هذا العصب، والذي يحدث عادةً بسبب عدوى فيروسية. كما أنه لا يقتصر تأثير العصب على عضلات الوجه فحسب، بل يؤثر أيضًا على العظمة الصغيرة الموجودة في منتصف الأذن وأيضاً على الدموع واللعاب والتذوق.

تتضمن بعض الفيروسات المرتبطة بشلل الوجه النصفي على ما يلي :

  • الهربس البسيط (القروح الباردة والهربس التناسلي).
  • الهربس النطاقي (جدري الماء والقوباء المنطقية).
  • الحصبة الألمانية .
  • النكاف .
  • فيروس الأنفلونزا ب .
  • فيروس ابشتاين بار (عدد كريات الدم البيضاء المعدية).
  • عدوى الفيروس المضخم للخلايا.
  • فيروس كوكساكي (مرض اليد والقدم والفم).
  • الفيروس الغدي (أمراض الجهاز التنفسي).

عوامل الخطر

هناك عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض، وهي كالآتي:

  • العمر: يمكن الإصابة بشلل بيل في الأعمار بين 15 و 60 سنة. 
  • التاريخ العائلي: من النادر أن تتكرر الإصابة بشلل بيل مرة أخرى بعد التشافي منه. ولكن إذا حدث ذلك، فغالباً ما يكون بسبب وجود تاريخ عائلي في الإصابة بالمرض. وهذا يدل على أن شلل بيل قد يكون له مكون وراثي.
  • الجنس: عادة يصيب كل من الذكور والإناث على حد سواء. إلاّ أنه قد يزيد في النساء الحوامل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، أو خلال أسبوع واحد من الولادة.
  • الأمراض الأخرى: المرضى الذين يعانون من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل: الأنفلونزا أو نزلات البرد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بشلل بيل.

التشخيص:

ليس لشلل بيل أي اختبار تشخيصي محدد. وبناءً على الأعراض، قد يقوم الطبيب بطلب تحريك عضلات الوجه كإغلاق العينين ورفع الحاجب وإظهار الأسنان، وما إلى ذلك. لاسيما أن شلل الوجه  يمكن أن يحدث بسبب أمراض أخرى، مثل مرض لايم، والساركويد، والسكتة الدماغية. حيث قد يخضع المريض لفحص واحد أو أكثر لاستبعاد تلك الأمراض:

  • الفحص البدني: سيقوم الطبيب بفحص الوجه وقد يطلب من المريض القيام بحركات معينة للوجه، مثل العبوس وإظهار الأسنان ورفع الحاجب وإغلاق العينين.
  • اختبارات الدم: لا يوجد اختبار دم محدد لشلل بيل. ومع ذلك، يمكن إجراء اختبارات الدم لاستبعاد أمراض مثل: الساركويد ومرض لايم.
  • اختبار التصوير: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) .وذلك لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة في وجود الضغط على العصب الوجهي، مثل: الورم أو كسر في الجمجمة. 
  • التخطيط الكهربي للعضل (EMG) : يمكن لهذا الاختبار أن يقيّم مدى إصابة العصب والتأكيد على وجود تلف عصبي. وذلك من خلال التقاط ردات الفعل الكهربائية للعضلات. إلى جانب أنه أيضًا يقيس قدرة العصب على توصيل النبضات الكهربائية في طول العصب وسرعتها.

العلاج:

غالباً ما يتعافى معظم المرضى المصابين بشلل بيل بشكل تام، بغض النظر عما إذا كانوا قد تلقوا العلاج أم لا. وعلى الرغم من عدم وجود علاج فعال عالميًا لشلل بيل، إلاّ أنه قد يوصي أخصائيو الرعاية الصحية بتناول الأدوية و القيام بالعلاج الطبيعي لتسريع عملية الشفاء. كما أنه من النادر ما تكون الجراحة فعالة في علاج شلل بيل.

وبما أن العين المصابة لا تقوم بالإغلاق بشكل كامل، فإنه يجب على المريض اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتها والعناية بها. وذلك من خلال الحفاظ على الرطوبة الكافية للعين باستخدام القطرات المرطبة أثناء النهار، واستخدام مرهم العين في الليل من أجل منع الإصابات العرضية. كما أن ارتداء النظارات الواقية أثناء النهار، ورقعة العين في الليل تساعد على حماية العين من التعرض للوخز أو الخدش. لاسيما أنه في الحالات الشديدة لمرض شلل بيل، قد يحتاج المريض إلى طبيب العيون من أجل مراقبة حالة العين عن كثب.

الأدوية: 

تشمل الأدوية المستخدمة بشكل متكرر لعلاج شلل بيل كما يلي:

  • الكورتيكوستيرويدات: مثل: بريدنيزون، حيث تعمل هذه الأدوية المضادة للالتهابات بفعالية كبيرة. فإذا تم إعطاء الكورتيكوستيرويدات خلال الأيام القليلة الأولى من ظهور الأعراض، فقد تعمل بشكل أكثر فعالية. حيث يزيد التناول المبكر للستيرويد من احتمالية الشفاء التام.
  • الأدوية المضادة للفيروسات: إن دور الأدوية المضادة للفيروسات غير واضح بعد. إذ لم تُظهر الأدوية المضادة للفيروسات في حد ذاتها أي ميزة، مقارنة بالعلاج الوهمي. حيث قد يجد مرضى شلل بيل بعض الراحة عند تناول الأدوية المضادة للفيروسات مع الكورتيكوستيرويدات، إلاّ أن هذا لم يتم إثباته بعد.  ومع ذلك، يمكن إعطاء مزيج من البريدنيزون والأدوية المضادة للفيروسات، مثل فالاسيكلوفير أو الأسيكلوفير، للمرضى الذين يعانون من شلل الوجه الشديد.
  • العناية بالعيون: العناية بالعيون أمر مهم. ويمكن للدموع الاصطناعية وقطرات العين أن تخفف من جفاف العين وحكتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن حماية العين من الإصابات، من خلال ارتداء النظارات أو رقعة العين إذا كانت لا تغلق بشكل كامل.
  • العلاج الطبيعي: يمكن أن تنكمش العضلات المشلولة وتتقلَّص، وقد تكون هذه الحالة دائمة. حيث يمكن لاختصاصي العلاج الطبيعي أن يعلِّم المريض كيفية عمل التدليك والتمارين لعضلات الوجه للمساعدة على منع حدوث ذلك.
  • الجراحة: في الماضي كانت الجراحة تستخدم لتخفيف الضغط الواقع على العصب الوجهي. ولكن في الوقت الحاضر، لم يعد يًنصح بإجراء تلك الجراحة لما فيها من مخاطر كفقدان السمع الدائم وتلف أعصاب الوجه. 

ولكن في حالات نادرة، قد يتطلب إجراء جراحة تجميلية لتصحيح مشاكل العصب الوجهي المستمرة. حيث يمكن أن تساعد الجراحة على جعل الوجه يبدو أكثر تناسقًا وربما قد تسعاد على استعادة حركة الوجه. ومن الأمثلة على تلك الجراحات التجميلية هي: رفع الحاجب، ورفع الجفن، وزراعة الوجه وترقيع الأعصاب. والجدير بالذكر أن بعض الإجراءات كرفع الحاجب مثلاً، قد تحتاج إلى تكرارها بعد عدة سنوات.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

  • Readers Rating
  • Rated 3.2 stars
    3.2 / 5 (3 )
  • Your Rating