التهاب المفاصل الصدفي: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعالة - Vejthani Hospital | JCI Accredited International Hospital in Bangkok, Thailand.

مقالات صحية

التهاب المفاصل الصدفي: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعالة

Share:

نظرة عامة

التهاب المفاصل الصدفي، هو حالة تتميز بالالتهاب الذي يؤدي إلى تصلب وتورم وألم في المفاصل. وغالبا ما يصيب الأشخاص الذين يعانون من مرض الصدفية، وهو مرض جلدي يتميز ببقع حمراء في الجلد مغطاة بقشور فضية.

يمكن أن تتراوح شدة التهاب المفاصل الصدفي من خفيفة إلى شديدة. حيث يمكن أن يظهر على شكل التهاب المفاصل القليلة والمتعددة والتهاب الفقار. وقد يظهر على أي منطقة من الجسم، بما في ذلك أطراف الأصابع والعمود الفقري. حيث يصاب معظم الناس بالصدفية قبل سنوات من إصابتهم بالتهاب المفاصل الصدفي. ومع ذلك، فهناك بعض الحالات تنشأ معهم مشاكل المفاصل قبل ظهور البقع الجلدية، أو يحدث التهاب المفاصل في نفس وقت ظهورها.

يعتبر كل من مرض الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي من أمراض المناعة الذاتية المزمنة، حيث تهاجم خلايا معينة في الجسم خلايا وأنسجة أخرى.و يمكن أن يتقلب حال المريض بين فترات التَفاقُم وفترات الهدوء.

كما أنه حتى الآن لا يوجد علاج فعلي لالتهاب المفاصل الصدفي، إلّا أن الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض ومنع تلف المفاصل. فإذا تُرِكَ التهاب المفاصل الصدفي دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى الإعاقة. 

الأعراض

قد تختلف أعراض التهاب المفاصل الصدفي من شخص لآخر، وتتراوح من خفيفة إلى شديدة، وبطيئة إلى سريعة التطور. قد تؤثر الحالة على مفصل واحد فقط وتسبب انزعاجًا بسيطًا، أو قد تؤثر على مفاصل متعددة وتؤدي إلى ألم شديد. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك فترات تتحسن فيها الأعراض أو حتى تختفي مؤقتًا.

تتشابه أعراض التهاب المفاصل الصدفي غالبًا مع أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي. والتي تسبب آلامًا وتورمًا ودفئ عند لمس المفاصل. والتي يمكن أن يتلف جانبًا واحدًا أو كلا جانبي مفاصل الجسم.

يؤدي التهاب المفاصل الصدفي إلى:

  • الألم في القدم: قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الصدفي من ألم أو وجع أو تورم في النقاط التي تربط الأوتار بالعظام (التهاب العظم)، مثل: باطن القدم ووتر أخيل في الكعب.
  • آلام الظهر: يصاب بعض الأشخاص بحالة تُعرف باسم التهاب الفقار، وهي التهاب ينتشر غالبًا إلى المفاصل بين الفقرات، والمفاصل الواقعة العمود الفقري والحوض. 
  • تورم أصابع اليدين والقدمين: يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الصدفي انتفاخات مؤلمة في أصابع اليدين والقدمين ويجعلها تبدو مثل النقانق.
  • تغيرات الأظافر: قد تتفكك الأظافر أو تنفصل عن قاعدتها أو يحدث لها مثل الحفر الصغيرة.
  • التهاب العين: قد يحدث التهاب في عنبية العين، وهي الطبقة المركزية للعين. إذ يمكن أن يؤثر الإلتهاب على مناطق أخرى من العين. وإذا تُرك دون علاج، فقد يؤدي إلى فقدان البصر أو العمى غير القابل للإصلاح.

من المستحسن طلب المشورة الطبية إذا استمرت أعراض التهاب المفاصل الصدفي. لاسيما أنه بدون علاج مناسب، يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الصدفي تلفًا دائمًا للمفاصل.

ومن جانب آخر، يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكر في تخفيف الألم والالتهاب، مع منع المزيد من المضاعفات والأضرار في المفاصل.

الأسباب

لايزال السبب الدقيق والحقيقي وراء إلتهاب المفاصل الصدفي غير معروف بعد. حيث يتطور مرض التهاب المفاصل الصدفي، عندما يقوم الجهاز المناعي بتدمير الخلايا والأنسجة السليمة في الجسم. مما يؤدي إلى حدوث ردة الفعل المناعية إلى التهاب المفاصل، بالإضافة إلى زيادة نمو خلايا الجلد.

ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن العوامل الوراثية والبيئية لها دور في استجابة الجهاز المناعي. وقد حدد الباحثون علامات جينية معينة تبدو أنها مرتبطة بالتهاب المفاصل الصدفي. بالإضافة إلى ذلك، فإن التاريخ العائلي للإصابة بالصدفية أو التهاب المفاصل الصدفي، يكون شائعا بين العديد من المرضى الذين يعانون من هذه الحالة.

قد تؤدي الإصابات الجسدية أو بعض المسببات الموجودة في البيئة المحيطة، مثل: العدوى الفيروسية أو البكتيرية ، السمنة إلى الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي لدى الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي لمثل هذه الحالة.

عوامل الخطر

يؤثر التهاب المفاصل الصدفي على الرجال والنساء على حد سواء. وهناك عوامل قد تساهم في زيادة خطر الإصابة به، مثل:

  • التاريخ العائلي: غالبا ما يكون لدى العديد من المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي، وجود أحد الوالدين أو الأشقاء مصابون أيضا بالمرض.
  • الصدفية: يعتبر مرض الصدفية هو عامل الخطر الرئيسي للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي.
  • العمر: يكون العمر الشائع في ظهور التهاب المفاصل الصدفي بين صغار السن هو 9-11 عامًا، وفي البالغين يكون بين سن 30 و55 عامًا.

التشخيص

لا يمكن تشخيص التهاب المفاصل الصدفي من خلال إجراء اختبار واحد. إذ إنه في معظم الحالات، يتم التشخيص عادةً بناءً على التاريخ الطبي للمريض والفحص البدني واختبارات الدم والأشعة السينية للمفاصل المصابة.

يتضمن الفحص البدني عادةً فحص المفاصل بحثًا عن الالتهاب أو الألم، وفحص الأظافر بحثًا عن الحفر والتقشر وغيرها، والتحقق من البقع المؤلمة بالضغط على باطن القدمين وحول الكعبين. 

في المراحل المبكرة من المرض، غالبًا ما تكون الأشعة السينية غير فعالة في إجراء التشخيص. ومع ذلك، قد تكشف الأشعة السينية في المراحل المتأخرة عن تغيرات تكون واضحة في التهاب المفاصل الصدفي. حيث قد تكون هناك حاجة إلى العديد من الاختبارات لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي أو النقرس.

اختبارات التصوير:

الأشعة السينية. وتُعرف أيضًا باسم التصوير الشعاعي، حيث تستخدم كمية آمنة من الإشعاع لإنشاء صور للعظام والأنسجة الرخوة. حيث يمكن للأشعة السينية أن تساعد في تحديد تشوهات المفاصل الموجودة في التهاب المفاصل الصدفي، ولكن ليس في أمراض التهاب المفاصل الأخرى (كالالتهاب المفاصل الروماتويدي).

التصوير بالرنين المغناطيسي: غالبًا ما يكون هذا الاختبار مطلوبًا فقط في ظروف خاصة. حيث يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن تشوهات الأوتار والأربطة في القدمين أو أسفل الظهر. فهو يجمع بين الموجات الراديوية والحقل المغناطيسي القوي، لإنشاء صور واضحة جدًا للأنسجة الصلبة واللينة في الجسم.

الاختبارات المعملية

عامل الروماتويد : (RF) إن عامل الروماتويد هو أحد الأجسام المضادة التي توجد في دم الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولا توجد في الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي، حيث يمكن أن يساعد في التمييز بين التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل الصدفي. لاسيما أن حوالي 80% من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي تكون نتيجة اختبارهم إيجابية لعامل الروماتويد. 

اختبار سائل المفصل: يتم استخراج عينة سائل من أحد المفاصل المصابة من خلال إبرة للتحليل المختبري، حيث يمكن أن يشير وجود بلورات حمض اليوريك في سائل المفصل إلى الإصابة بالنقرس بدلاً من التهاب المفاصل الصدفي. ومن الممكن أيضًا أن يكون بعض الأشخاص مصابين بهذين المرضين في نفس الوقت.

العلاج

في الوقت الحاضر، لا يوجد علاج قاطع لالتهاب المفاصل الصدفي. حيث تعتمد استراتيجية العلاج عادةً على شدة الأعراض عند التشخيص. والهدف الأساسي هو إدارة المرض، بهدف الشفاء وتقليل خطر حدوث المضاعفات. وقد يحتاج المرضى إلى الخضوع لعلاجات متعددة قبل اكتشاف العلاج الناجح لهم.

وظيفة الدواء هي القيام بتقليل الالتهاب في المفاصل المصابة ومنع حدوث الإعاقة فيها، بالإضافة إلى إدراة إصابة الجلد. لاسيما أن الأدوية التي يتم صرفها للمرضى عادة، هي الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs) والتي تعتبر واحدة من أكثر العلاجات استخدامًا وعلى نطاق واسع. 

الأدوية: تشمل خيارات الأدوية لالتهاب المفاصل الصدفي ما يلي:

الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) : قد يستجيب الالتهاب الخفيف، لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية في المراحل المبكرة من المرض. إذ يمكن أن تساعد في تقليل الألم والالتهاب، وتهيج المعدة، ومشاكل القلب، وتلف الكبد، والكلى، وكل الآثار الجانبية المحتملة. هناك أدوية مضادة للالتهاب غير ستيرويدية لا تستلزم وصفة طبية، مثل: الإيبوبروفين ونابروكسين الصوديو، حيث قد تتطلب أدوية أقوى أخرى وصفة طبية.

الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs) التقليدية: عندما لا تنجح مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، ويعاني المرضى من حالة مستمرة و/أو تآكلية، فإنه يتم استخدام الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs). وعلى عكس مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، فإن الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs) يمكن أن تقلل من تطور المرض عن طريق تغيير الجهاز المناعي. التي يمكنها منع الضرر الذي لا يمكن إصلاحه للمفاصل والأنسجة الأخرى.

الميثوتريكسيت، السلفاسالازين، والسيكلوسبورين هي أمثلة على الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs) المفيدة في علاج التهاب المفاصل الصدفي. ويعد تلف الكبد، وتثبيط نخاع العظم، والتهاب الرئة وتندبها، وكلها من الآثار الجانبية المحتملة. حيث يمكن وصف الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs) بمفردها أو بدمجها مع أدوية أخرى.

العوامل البيولوجية (معدلات الاستجابة البيولوجية): عندما تكون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض غير فعالة للسيطرة على المرض، يجب النظر في الأدوية البيولوجية. حيث تستهدف هذه المجموعة من الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض مسارات مختلفة في الجهاز المناعي.

العوامل البيولوجية المعروفة عادة هي أداليموماب، سيرتوليزوماب، إيتانيرسيبت، جوليموماب، من بين أمور أخرى. على الرغم من أنها معروفة بفعاليتها الشديدة في إبطاء ومنع تطور تدهور المفاصل، إلا أن هذه الأدوية قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs) الاصطناعية المستهدفة: إذا لم تنجح الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs) والأدوية البيولوجية، فيمكن إعطاء داوء توفاسيتينيب. ولكن قد يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم الرئوية، والأحداث القلبية الشديدة، والسرطان، في حال تناوله بجرعات عالية.

أحدث الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم: حيث يوصف دواء يعرف باسم apremilast للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الصدفي الخفيف إلى المتوسط، والذين يرفضون أو غير قادرين على استخدام الأدوية المعدلة للمرض  DMARDs أو الأدوية البيولوجية. إذ إن الإسهال والغثيان والصداع كلها آثار جانبية محتملة. حيث يعمل apremilast على تثبيط عمل الإنزيم في الجسم الذي ينظم الالتهاب داخل الخلايا.

العلاجات الأخرى: يمكن استخدام طرق غير دوائية مختلفة للمساعدة في تخفيف آلام المفاصل. حيث قد يساعد العلاج بالتدليك والعلاجات الفيزيائية والطبيعية في تخفيف الآلام وتسهيل الأنشطة اليومية.

قد تكون تمارين نطاق الحركة والتقوية التي يتم إجراؤها وفقًا لتوجيهات المعالج الطبيعي أو الفيزيائي مفيدة عند دمجها مع التمارين الرياضية منخفضة التأثير. إذ قد تساعد التمارين المنتظمة المعتدلة في تخفيف تصلب المفاصل والألم المرتبطين بالتهاب المفاصل الصدفي.

الإجراءات الجراحية وغيرها:

حقن الستيرويد: هذا النوع من العلاج يتم فيه إيصال جرعة كبيرة من الدواء مباشرة إلى المفصل المصاب. حيث تعمل الستيرويدات على تقليل الالتهاب.

استبدال المفصل المصاب بالتهاب المفاصل الصدفي: إذا تعرض المفصل لإصابة شديدة، فقد تكون جراحة استبدال المفصل ضرورية. وفي بعض الحالات، يمكن استبدال المفاصل التالفة بمفاصل صناعية مصنوعة من المعدن والبلاستيك. إذ إن الهدف الأساسي من الجراحة هو استعادة الوظيفة الرئيسية للعضو، وتخفيف الألم، وتعزيز الحركة، أو تحسين المظهر الجسدي للمنطقة المصابة.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

  • Readers Rating
  • Rated 4.8 stars
    4.8 / 5 (2 )
  • Your Rating