قد تقع الحوادث في أي وقت لأي شخص بغض النظر جنسه أو عمره، بحيث تختلف شدتها من شخص لآخر. إلا أن هناك مجموعة من الأشخاص قد تؤثر عليهم إصابات الحوادث بشكل خطير ومثير للقلق وإن كانت الحوادث بسيطة، ألا وهم كبار السن. إذ يجب أن نكون حذرين للغاية عند وقوعهم في الحوادث وخاصة حوداث الإرتطام للرأس البسيطة، لأنها قد تسبب النزيف في الدماغ والذي قد يؤدي إلى الوفاة ما لم يتم إسعاف المصاب في الوقت المناسب.
الدكتور: بونجساكورن فونجساباس، جراح المخ والأعصاب في مستشفى ويشتاني، أفاد قائلاً: إن إصابات الإرتطام للرأس من الأمور الشائعة في الحوادث، سواء كانت بسبب حوادث السيارات، أو السقوط، أو الاصطدام بالأشياء الصلبة، أو الاصطدامات الناتجة عن ممارسة الرياضة. والتي قد تسبب إصابات خطيرة في الدماغ. وقد نجد في كثير من الأحيان، الإهمال في ملاحظة أعراض الدماغ بعد وقوع الحادث. وهذا من المنظور الطبي يعتبر مشكلة كبيرة. ففي كبار السن مثلاً، إذا ارتطم رأس أحدهم بشيء ما وإن كان ذلك الارتطام طفيفا، فقد يؤدي بسهولة إلى النزيف داخل الدماغ. إذ أنه مع التقدم في السن تصبح الأوعية الدموية أكثر خفة، وتنزف بسهولة أكبر من الشباب.
عندما يصاب بعض المرضى بنزيف داخل الدماغ، فقد لا تظهر عليهم أي أعراض في بداية الأمر. ولكن مع مرور الوقت، وعندما تزداد كمية الدم المتسرب، وتزداد سماكة المنطقة المصابة، فإنها تقوم بالضغط على أنسجة المخ. عادة ما يستغرق الوقت في ظهور الأعراض بعد الإصابة بحوالي شهر، وتكون الأعراض مثل: الشعور بالصداع والضعف. وهذه الأعراض إذا لم يتم معالجتها بالشكل الصحيح، فقد تؤدي إلى حدوث مضاعفات، مثل: فقدان القدرات العقلية، أو الشلل، أو الوفاة.
عادة وبالطريقة التقليدية في العلاج، يتم معالجة نزيف الدماغ بالتدخل الجراحي. وذلك لإزالة تجلطات الدم المتراكمة في الدماغ، من أجل تقليل الضغط الموجود داخل الجمجمة، وأيضا منع حصول المزيد من التلف لأنسجة المخ. وبهذه الطريقة، يستغرق المريض وقتا طويلا للتعافي، وذلك لوجود آثار ما بعد الجراحة.
ولكن مع تطور الطب، جعل بالإمكان معالجة النزيف الدماغي دون اللجوء إلى الجراحة. حيث بات من الممكن علاج النزيف داخل الدماغ باستخدم القسطرة والغراء أو ما يسمى بالانصمام داخل الأوعية الدموية (Endovascular Embolization)، وهو عملية علاجية لا تتطلب فيها إجراء الجراحة لوقف تدفق الدم في الدماغ والذي يسبب النزيف فيه. حيث سيقوم جراح المخ والأعصاب المتمكن في العلاج الإشعاعي بحقن المخدر في منطقة الفخذ. ثم يقوم بإدخال قسطرة صغيرة في الأوعية الدموية من خلال الفخذ، وتوجيهها عبر الوعاء الدموي إلى المنطقة المتضررة أو النزيف في الدماغ. وعندما يصل طرف القسطرة إلى مكان الوعاء الدموي الذي يعاني من المشكلة، يقوم الجرّاح بحقن الغراء أو مادة تستخدم لسد الأوعية الدموية، مثل: غراء سيانوأكريليت (cyanoacrylate glue) .أو مادة بوليمر الخاصة لسد تلك الأوعية الدموية. حيث يساعد الغراء على إغلاق الثغور أو التسرب في الأوعية الدموية.
بالإضافة إلى ذلك، وغير أن المريض ليس بحاجة إلى التدخل الجراحي في هذا الإجراء العلاجي، فهو أيضا لا يحتاج إلى التخدير الكامل. مما يقلل من خطر حدوث المضاعفات ومن فرص الإصابة بالعدوى. علاوة على ذلك، فإن فترة التعافي تكون أقصر. بحيث يتم البقاء في المستشفى لليلة واحدة فقط، وبعدها يعود المريض إلى المنزل.
“بعد العلاج من النزيف في المخ، قد يظل المريض يعاني من الصداع والضعف لمدة أسبوعين إلى 4 أسابيع تقريبًا، مع التحسن التدريجي للأعراض. ولكن من الضروري أن يعتني المريض بنفسه بشكل دائم، ويتجنب تكرار الحوادث”.
إن النزيف الدماغي الناتج عن اصطدامات الرأس المتكررة، هو حالة يتطلب فيها العلاج المناسب وفي الوقت المناسب، ومع ذلك، هناك علاجات حديثة وتقنيات طبية جديدة، تمكّن المرضى من التعافي بشكل أسرع والعودة إلى نمط حياتهم الطبيعية في فترة قصيرة. لذلك، فإن التعاون الجيد بين الأطباء والمرضى في اختيار العلاج الجيد والمناسب يعد عاملاً مهمًا في المساعدة في جعل عملية التعافي تتم بسلاسة وسرعة.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating