قد يعتقد البعض أن آلام الظهر أو الإحساس بالتنميل في أطراف الأصابع، من الأمور التي قد تبدو خفيفة في بدايتها. ولكن في الواقع، قد يكون هذا الأمر بمثابة علامة تحذيرية على وجود التهاب في النخاع الشوكي. “التهاب النخاع الشوكي” هو مرض خطير يؤثر على وظيفة النخاع الشوكي نفسه. بحيث يمكن أن تتطور الأعراض إلى الشلل أو حتى الموت إذا ترك دون علاج.
الدكتور : كيتيديت بونتشاي، جراح العظام المتخصص في أمراض العمود الفقري في مستشفى ويشتاني، أفاد قائلًا: إن التهاب النخاع المستعرض (Transverse Myelitis)، هو حالة ناجمة عن التهاب في النخاع الشوكي، الذي يلعب دورا هاما في نقل الإشارات العصبية بين الدماغ والجسم. إذ يمكن أن يؤثر هذا الالتهاب على الجهاز العصبي، بحيث يسبب الشعور بالخدر والضعف في أطراف القدمين، ثم يمتد هذا الخدر والضعف تدريجيًا إلى أعلى الساقين. وفي بعض الحالات، قد يحدث ألم مفاجئ في الظهر قبل الخدر والضعف. ثم تتطور الأعراض بعد ذلك، ليحدث الضعف في الساقين بشكل تدريجي، حتى يصبح المريض مشلولا وغير قادر على المشي. وقد يصل به الأمر أيضًا إلى عدم قدرته على التبرز بشكل طبيعي. إذ تصبح هذه الأعراض في كثير من الأحيان أكثر حدة على مدى بضع ساعات إلى أيام. لاسيما أن المريض قد يعاني أيضًا من أعراض الحمى وفقدان الشهية والصداع وآلام الرقبة.
إن التهاب النخاع الشوكي يمكن أن يحدث لكل من الذكور والإناث، وفي جميع الأعمار، ولا علاقة له بالجينات أو المورثات العائلية. إذ أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الالتهاب للنخاع الشوكي، ومنها ما يلي:.
- الأمراض المرتبطة بالمناعة، مثل: التصلب المتعدد، أو الذئبة الحمامية الجهازية، أو المرضى الذين لديهم تاريخ من التطعيمات السابقة.
- العدوى الفيروسية، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية، أو الهربس فيتوس، أو الهربس البسيط، أو فيروس إبشتاين بار أو فيروس شلل الأطفال، وما إلى ذلك.
- العدوى البكتيرية مثل: الزهري.
- الإصابة بالطفيليات أو الفطريات
عند تشخيص التهاب النخاع الشوكي، يبدأ الأطباء عادةً بالسؤال عن الأعراض التي يعاني منها المريض. حيث يمكن أن يساعد التاريخ الطبي وتقييم الوظائف العصبية والذي يتم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)الطبيب على رؤية الالتهاب في النخاع الشوكي، وغمد العصب التالف، وغيرها من التشوهات التي قد تؤثر على النخاع الشوكي أو الأوعية الدموية. وكذلك إجراء البزل القطني من أجل التحقق من وجود أي عدوى، أو المساعدة في تقييم البروتينات والخلايا الدم البيضاء التي قد توجد في المريض أكثر من الأشخاص العاديين، إلى جانب إجراء فحوصات الدم من أجل العثور على العوامل التي تسبب التهاب النخاع الشوكي. يعتمد علاج التهاب النخاع الشوكي على السبب وشدّة الأعراض. فعلى سبيل المثال: إذا كان السبب الالتهاب هي العدوى، فقد يتم إعطاء المريض أدوية مضادة للفيروسات. ولكن إذا كان السبب هو خلل في الجهاز المناعي في المرحلة الحادة، فقد يستلزم إلى أخذ جرعات عالية من الستيرويدات الوريدية. ولكن إذا لم تتحسن الأعراض، فإنه من الضروري أن يتم نقل البلازما. أما بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون للعلاج لفترة طويلة، فإن العلاج يعتمد على نتائج فحوصات الدم. لأنه في حالة عودة المرض أو تكراره بشكل أشد، فقد يحتاج المرضى إلى تلقي الأدوية المثبطة للمناعة لمدة لا تقل عن 3 إلى 5 سنوات.
لا توجد وسيلة لمنع التهاب النخاع الشوكي. لذلك، فإن الاهتمام بالصحة لتكون قوية، كتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب العدوى، قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بالأمراض.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating