مع كل عام وفي أواخر موسم الأمطار وبداية فصل الشتاء، يعاود الفيروس المخلوي التنفسي RSV الظهور بين الأطفال الصغار. إذ تظهر على المرضى أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا. ولكن في بعض الحالات، قد تكون الأعراض أشد وتسبب الالتهاب الرئوي. لذلك، فقد يؤثر المرض على صحة الطفل، ويشكل تهديدًا لحياته. إذ لا يوجد علاج مباشر لهذا المرض. بحيث يكون العلاج من خلال القضاء على الأعراض فقط.
الفيروس التنفسي المخلوي (RSV): هو فيروس يسبب الالتهاب في الجزء العلوي والسفلي للجهاز التنفسي. إذ يمكن أن يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء. ولكنه في الغالب يصيب الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات. ويجدر بالذكر، أنه يمكن لهذا الفيروس أن يبقى على قيد الحياة في البيئة الخارجية لعدة ساعات. كما يمكنه أيضا البقاء في الأيدي لمدة 30 دقيقة تقريبًا.
تشبه أعراض الفيروس المخلوي التنفسي أعراض نزلات البرد الشائعة، مثل: الحمى، والسعال، والعطس، واحتقان الأنف، وسيلان الأنف. ولكن عند اشتداد الأعراض، قد يسبب التهاب الشعب الهوائية، التهاب قصيبات أو الالتهاب الرئوي، وتشمل الأعراض: ارتفاع شديد لدرجة الحرارة، والسعال الشديد، وضيق التنفس، والصفير، أو صوت غرغرة في الحلق، والبلغم، بشكل أكثر من نزلات البرد. لاسيما أن الأطفال الصغار الغير قادرين على إزالة المخاط أو البلغم بأنفسهم، يجعل التنفس لديهم أصعب.
تنتقل عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) من خلال رذاذات الشخص مصاب بالفيروس، عن طريق السعال أو العطس. إذ يمكن للفيروس الدخول للجسم من خلال العينين أو الأنف أو الفم أو عن طريق المصافحة. وغالبًا ما يتم العثور على المصابين بفيروس RSV خلال موسم الأمطار والشتاء.
يتم تشخيص عدوى الفيروس المخلوي التنفسي من خلال أخذ التاريخ الطبي، وإجراء فحص البدني، وإجراء اختبار الفيروس باستخدام مسحة الأنف. وفي بعض الحالات التي تكون فيها الأعراض أشد، فقد يقوم الطبيب بإجراء أشعة سينية على الصدر للمساعدة في وضع الخطة العلاجية.
في الوقت الحاضر، يوجد لقاح يمكنه منع الإصابة بفيروس المخلوي التنفسي في الفئات العمرية المعرضة للخطر، مثل: الأطفال الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة، أمراض القلب الخلقية أو الأطفال الذين يولدون قبل الأوان، حيث يُستخدم هذا اللقاح للتخفيف من شدة المرض. والذي يتم عن طريق حقن الأجسام المضادة أحادية النسيلة (Palivizumab) الذي يوفر الوقاية الجيدة، ولكن يجب إعادة حقنه كل شهر أثناء تفشي المرض.
يتم علاج عدوى الفيروس المخلوي التنفسي من خلال خافضات الحرارة، ومخففات السعال، وطاردات البلغم للأطفال الذين يعانون من البلغم اللزج. وقد يستلزم استخدام البخار الموسع للقصبات الهوائية أو المحلول الملحي عن طريق رذاذ أو بخار الأكسجين، إلى جانب قرع الصدر وشفط البلغم، ولا تُعطى المضادات الحيوية إلا في حالة وجود عدوى بكتيرية ثانوية.
يمكن أن تتكرر الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي. حيث يمكن الوقاية من الفيروس من خلال غسل اليدين جيدا. وارتداء الكمامات الصحية أو الطبية، وتنظيف ألعاب الأطفال بشكل متكرر. فإذا كان أحد الأشخاص في المنزل مريضًا، فيجب عزل الشخص المصاب عن الأشخاص السليمين، وعدم مشاركة الأشياء الشخصية للمريض معهم. إلى جانب تجنب الاتصال المباشر بالأطفال المشتبه بإصابتهم بنزلات البرد سواء في الحضانة أو في المدارس أو في الأماكن العامة
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating