

يُعدّ السكري السبب الرئيسي لحالات البتر غير الناتجة عن الحوادث في الأطراف السفلية. نحو 6٪ من المرضى المصابين بقرحة القدم السكرية يدخلون المستشفى بسبب العدوى ومضاعفات أخرى ذات صلة. ويُعاني مرضى السكري من النوع الثاني الذين يعانون من ارتفاع مزمن وغير مراقب في مستويات السكر بالدم من مضاعفات وعائية، وضعف في الأعصاب الطرفية، ومشكلات في التئام الجروح.
تنشأ قرحة القدم السكرية نتيجة عدة عوامل متداخلة، مثل ضعف الدورة الدموية وتشوهات القدم. بالإضافة إلى ذلك، يكون لدى مرضى السكري قابلية مرتفعة للإصابة باعتلال الأعصاب الحاد، وهو فقدان كامل للإحساس في القدمين نتيجة لتلف الأعصاب الناتج عن ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم. ويؤدي ارتفاع السكر المزمن إلى تلف الأعصاب ويُضعف قدرتها على إرسال الإشارات العصبية. وغالباً ما يكون تلف الأعصاب غير مؤلم، مما يجعل المرضى لا يشعرون بوجود الأعراض. إلى جانب مضاعفات تلف الأعصاب، تُساهم الأمراض الوعائية في تأخر التئام الجروح وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
وبما أن مرضى قرحة القدم يفقدون الإحساس في أقدامهم، فإن الألم لا يُعدّ من الأعراض الشائعة. وقد يلاحظ البعض وجود سائل في الجوارب، أو تورم، أو احمرار. وإذا تفاقمت الحالة، قد يصاحبها رائحة كريهة.
علاج قرحة القدم السكرية
الهدف الأساسي من علاج قرحة القدم في مستشفى ويشتاني هو الإسراع في التئام الجرح، فكلما كان الشفاء أسرع، انخفض خطر العدوى. وإضافة إلى ذلك، فإن العلاج المناسب يساعد في الوقاية من احتمالية البتر وتحسين جودة حياة المريض.
تتضمن خطوات علاج قرحة القدم ما يلي:
- إزالة الضغط عن موضع القرحة أو الجرح لتخفيف التحميل على المنطقة المصابة.
- إزالة الأنسجة الميتة (التنظيف الجراحي)، وهي عملية إزالة الجلد والأنسجة الميتة.
- استخدام الأدوية وتضميد الجرح، بدءًا من المحاليل الملحية ووصولًا إلى منتجات متقدمة مثل بدائل الجلد، والتي أثبتت فعاليتها في تسريع التئام قرحة القدم.
- التحكم في مستويات السكر في الدم وعلاج الحالات الطبية المصاحبة.
- الخيار الجراحي لا يُستخدم إلا في حال فشل العلاجات التحفظية، وقد يشمل ذلك كشط العظام أو إزالة نتوءات عظمية أو تصحيح تشوهات مثل الإصبع المطرقة أو الورم الملتهب. ومع ذلك، يمكن علاج معظم القرح غير المصابة دون الحاجة إلى الجراحة.
أسباب تكرار ظهور قرحة القدم في بعض الحالات:
- الظفر النامي داخل الجلد يحتاج إلى علاج تحفظي. يجب العناية اليومية بالأظافر، الحفاظ عليها نظيفة، وعدم قصها بشكل مبالغ فيه أو تركها تنمو كثيرًا. تجنب العبث بها بالأصابع لأنه قد يؤدي إلى ظهور جرح أو قرحة. وقد يتم وصف مضاد حيوي عند الحاجة.
- الجلد المتصلب (الكالو) أو القرحة في طرف إصبع القدم يمكن علاجها أيضًا بطرق تحفظية. يتم عادة إزالة الكالو، ويتم علاج الجرح الموضعي عبر التنظيف أو إزالة الضغط. وإذا وُجد الكالو، يُنصح بارتداء أحذية ذات نعال لينة أو وسادات ناعمة تحت أصابع القدم.
أهمية الحذاء العلاجي
يُعتبر الحذاء العلاجي جزءًا مهمًا في علاج قرحة القدم السكرية، وغالبًا ما يُصمم حسب مقاس المريض. يجب تقييم مكونات الحذاء المختلفة بعناية، مثل النعل الداخلي والخارجي، الجزء العلوي، المقدمة، والكعب الخلفي. وقد يحتاج المريض إلى بعض التعديلات للحصول على المقاس المثالي الذي يمنع حدوث المضاعفات مستقبلاً.
القرحة قابلة للشفاء إذا تم علاجها في الوقت المناسب.
يعتمد وقت التئام الجرح على عدة عوامل، منها: حجم الجرح، موقع القرحة، الضغط الواقع على المنطقة أثناء الوقوف أو المشي، وجود التورم، كفاءة الدورة الدموية، مستويات السكر في الدم، طريقة العناية بالجرح، ومدى تعرضه للعوامل البيئية. قد تبدأ عملية الشفاء خلال أسابيع أو تمتد لأشهر بعد بدء العلاج.
اطلب الاستشارة الطبية فورًا إذا ظهرت أي علامات تقلقك، مهما كانت بسيطة، لأن الجرح الصغير قد يتطور بسرعة إلى قرحة قدم مصابة إذا لم يُعالج بالطريقة الصحيحة.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.6 stars
4.6 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating